قوله تعالى: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم
579 - أخرج ابن مردويه من طريق وابن أبي حاتم العوفي عن قال ابن عباس غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتخلف أبو لبابة وخمسة معه ثم إن أبا لبابة ورجلين معه تفكروا وندموا وأيقنوا بالهلاك وقالوا نحن في الظلال والطمأنينة مع النساء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنون معه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يطلقها ففعلوا وبقي ثلاثة لم يوثقوا أنفسهم فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوته فقال من هؤلاء الموثقون بالسواري فقال رجل هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم فقال لا أطلقهم حتى أومر بإطلاقهم فأنزل الله وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية فلما نزلت أطلقهم وعذرهم وبقي الثلاثة الذين لم يوثقوا أنفسهم لم يذكروا بشيء وهم الذين قال الله فيهم وآخرون مرجون لأمر الله الآية، فجعل أناس يقولون هلكوا إذ لم ينزل عذرهم وآخرون يقولون عسى الله أن يتوب عليهم حتى نزلت وعلى الثلاثة الذين خلفوا
580 - وأخرج من طريق ابن جرير علي بن أبي طلحة عن نحوه وزاد ابن عباس فجاء أبو لبابة بأموالهم يقول حين أطلقوا فقالوا يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا واستغفر لنا فقال: ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله خذ من أموالهم صدقة الآية [ ص: 133 ]
581 - وأخرج هذا القدر وحده عن سعيد ابن جبير والضحاك وغيرهم وزيد بن أسلم
582 - وأخرج عن أنها نزلت في سبعة أربعة منهم ربطوا أنفسهم في السواري وهم قتادة أبو لبابة ومرداس وأوس بن خذام وثعلبة بن وديعة
583 - وأخرج أبو الشيخ في الصحابة من طريق وابن منده عن الثوري عن الأعمش أبي سفيان عن قال جابر كان ممن تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تبوك ستة أبو لبابة وأوس بن خذام وثعلبة بن وديعة وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسواري وجاءوا بأموالهم فقالوا يا رسول الله خذ هذا الذي حبسنا عنك فقال لا أحلهم حتى يكون قتال فنزل القرآن وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية إسناده قوي
584 - وأخرج بسند فيه ابن مردويه الواقدي عن قالت إن توبة أم سلمة أبي لبابة نزلت في بيتي فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك في السحر فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال تيب على أبي لبابة فقلت أوذنه بذلك فقال ما شئت فقمت على باب الحجرة وذلك قبل أن يضرب الحجاب فقلت يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك فثار الناس ليطلقوه فقال حتى يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكون هو الذي يطلقني فلما خرج إلى الصبح أطلقه فنزلت وآخرون اعترفوا بذنوبهم