قوله تعالى: قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين
23 - روى عن البخاري قال أنس مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في أرض يخترف فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال أخبرني بهن عبد الله بن سلام جبريل آنفا قال : جبريل؟ قال: نعم ، قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك " قال شيخ الإسلام سمع ابن حجر في فتح الباري: ظاهر السياق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ الآية ردا على اليهود ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ [ ص: 17 ] قال وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة عبد الله بن سلام
24 - فأخرج أحمد والترمذي من طريق والنسائي بكر بن شهاب عن عن سعيد ابن جبير قال ابن عباس أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي فذكر الحديث وفيه أنهم سألوه عما حرم إسرائيل على نفسه وعن علامة النبي وعن الرعد وصوته وكيف تذكر المرأة وتؤنث؟ وعمن يأتيه بخبر السماء إلى أن قالوا فأخبرنا من صاحبك قال جبريل قالوا جبريل ؟ ذاك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان خيرا فنزلت أقبلت يهود إلى رسول الله فقالوا يا
25 - وأخرج في مسنده إسحق بن راهويه من طريق وابن جرير الشعبي أن كان يأتي اليهود فيسمع من التوراة فيتعجب كيف تصدق ما في القرآن قال فمر بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت نشدتكم بالله أتعلمون أنه رسول الله فقال عالمهم نعم نعلم أنه رسول الله قلت فلم لا تتبعونه قالوا سألناه من يأتيه بنبوته فقال: عدونا عمر جبريل ؛ لأنه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك قلت فمن رسلكم من الملائكة؟ قالوا ميكائيل ينزل بالقطر والرحمة قلت وكيف منزلتهما من ربهما قالوا أحدهما عن يمينه والآخر عن الجانب الآخر قلت فإنه لا يحل لجبريل أن يعادي ميكائيل ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل وإنني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا وحرب لمن حاربوا ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أريد أن أخبره فلما لقيته قال ألا أخبرك بآيات أنزلت علي فقلت بلى يا رسول الله فقرأ من كان عدوا لجبريل حتى بلغ للكافرين قلت يا رسول الله والله ما قمت من عند اليهود إلا إليك لأخبرك بما قالوا لي وقلت لهم فوجدت الله قد سبقني ، وإسناده صحيح إلى لكنه لم يدرك الشعبي عمر
26 - وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق آخر عن وابن أبي حاتم الشعبي
27 - وأخرجه من طريق ابن جرير عن السدي عمر
28 - ومن طريق عن قتادة عمر
وهما أيضا منقطعان
29 - وأخرج من طريق آخر عن ابن أبي حاتم أن يهوديا لقي عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال إن عمر بن [ ص: 18 ] الخطاب جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال ( عمر من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) قال فنزلت على لسان فهذه طرق يقوي بعضها بعضا وقد نقل عمر الإجماع على أن سبب نزول الآية ذلك
ابن جرير