وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون
بعد أن بين الله تعالى شرح صدر المؤمن لنور الحق، وضيق صدر الكافر، حتى لا يدخل النور قلبه، بعد ذلك بين الصراط المستقيم، والصراط هو الطريق والخط المستقيم.
والإشارة في قوله تعالى: وهذا صراط ربك إشارة إلى ما أوحي للنبي -صلى الله عليه وسلم- مما نزل عليه من الدين والقرآن، وقال سبحانه وتعالى: مستقيما وهي حال من اسم الإشارة، وهو حكم من الله تعالى بأنه مستقيم، لا عوج فيه، ولا [ ص: 2664 ] التواء، والخط المستقيم يصل إلى الحق بأقل طريق، وقال تعالى: إن ذلك الحق واضح نير مسلوك؛ ولذا قال تعالت كلماته: قد فصلنا الآيات أي: بينا الأدلة القائمة على صدقه، أو يراد من الآيات القرآنية أي: بيناها ووضحناها لقوم يذكرون، من شأنهم التذكر والإدراك السليم، فلم يطمس على قلوبهم، ولم تضيق عن الحق صدورهم، والله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.