[ ص: 13 ] بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، والصلاة والسلام على
محمد النبي الأمي الذي بعث رحمة للعالمين وسراجا منيرا ، وعلى آله وأصحابه الذين قبسوا من نوره ، وجمعوا القرآن وحفظوه ليكون حجة الله تعالى القائمة إلى يوم الدين ; وتحقيقا لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له لحافظون
أما بعد :
فمنذ كنت طالبا أشدو في طلب العلم ، وأنهل من معارفه على قدر طاقتي ، وأنا أتشوف لمعرفة القرآن الحكيم ، وأتعرف أسرار بيانه ومعانيه ، وأرى أن علمه هو الشريعة ، وأنه ما ترك صغيرة ولا كبيرة منها إلا أحصاها ، وأن
محمدا - صلى الله عليه وسلم - علم الناس علمه ، وبينه وأحكم بيانه ، وحكم به بين الناس ، وأظهر برهانه ، فهو برهان الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وهو الحق الذي لا ريب فيه ، وهو حكم الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105إنا أنـزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=106واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما
ولقد كانت أمنيتي العلمية أن أكون قريبا منه دائما ، وكنت أراجع الكتب التي تصدت للتعريف بمعانيه ; موجزها ووسيطها ومبسوطها ، قديمها وجديدها ، مؤمنا
[ ص: 14 ] بأن علمه هو علم الإسلام ، بل هو علم النفوس البشرية ، وأسرار الوجود ، وأنه علم النبوة الإلهية في مختلف العصور .
ولما شرفنا الله تعالى بتدريس العلوم العربية والشرعية كان أول دروسنا في تعرف معاني القرآن ، فكان ذلك يمنا وبركة وإشعارا بتوفيق الله تعالى لنا ، في مستقبل أعمالنا .
ولكنا شغلنا عن تفسير القرآن بدروس إسلامية أخرى ، وإن كنا لم ننقطع عن القرآن ، وإن كان ذلك في أوقات قصيرة ، فكلما دعينا لمحاضرة عامة ، جعلنا القول في علم القرآن غايتنا ، فكنا نعود إليه الفينة بعد الفينة ، حتى دعتنا مجلة دينية كانت لها مكانتها ، ولصاحبها مكانة من تقوى الله ، لنكتب فيها تفسيرا أتمم به ما بدأه طيب الذكر فضيلة الشيخ
محمد الخضر التونسي رضي الله عنه ، وكان قد وصل في تفسيره إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189يسألونك عن الأهلة
وقمنا بما استطعنا ، ووسعته طاقتنا حتى وصلنا إلى قوله تعالى في سورة الأنعام :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب ثم حيل بيننا وبين السير في عملنا ، بمعوقات تتصل بوحدة النسق والكرامة .
والآن قد ابتدأنا الكتابة في معاني القرآن الكريم من أوله إلى ما وصل إليه الشيخ الإمام
الخضر ، رحمه الله تعالى .
حتى إذا وصلنا إلى ذلك نشرنا ما كنا قد كتبناه في المجلة ، ثم نستأنف بعد ذلك القول في معاني القرآن من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو وقد كان مقررا أن نكتب مقدمة للتفسير نبين فيها نزول القرآن منجما ، وجمعه في عهد الشيخين
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله تعالى عنهما . وجمعه في عهد ذي النورين ، وبيان إعجازه ووجوه ذلك الإعجاز ، وعن قصصه ، وعلومه ، وجدله بالتي هي أحسن ، وعن مناهج تفسيره وترجمته ، (والغناء به) .
[ ص: 15 ] كان ذلك في تقديرنا ، وأردنا القيام به بتوفيق الله تعالى ، ليكون مقدمة للتفسير ، يكون فيها تعريف به ، وإن كانت حقيقة كتاب الوجود فوق التعريف والبيان .
ولكن وقد اتجهنا إلى ذلك اتسع البحث علينا ، ووجدنا أن ذلك قد يكون في ذاته غرضا مقصودا يقصد بالذات لا بالتبع ; ولذلك أخرجناه كتابا قائما بذاته سميناه " المعجزة الكبرى " .
فهذا الكتاب وإن كان مقصودا بالجوهر والذات ، هو أيضا مقدمة للتفسير ، ويغني عن كتابة مقدمة جديدة ، وإنا بعون الله تعالى نتجه إلى الله تعالى ضارعين إليه أن يمدنا بعونه وتوفيقه في القيام بحق كتابه الكريم علينا ، وإننا بكرمه وفضله دائبون على كتابة ما قصدنا ، حتى يوافينا الأجل المحتوم ونحن في جوار كتابه العزيز ، عاملين لا نبتعد عن عرفه ولا تتجافى مقاعدنا عنه .
اللهم أيدنا بالقوة والإخلاص ، وأن يجعله نورا لنا ، وأن يحفظ كتابه من الأهواء التي تبغي تأويله بغير هدي نبيه ، وتحويل معانيه عن غاياتها ، وأن يقيه من الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ولا يسلكون الجدد ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=8ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
الإمام
محمد أبو زهرة [ ص: 16 ]
[ ص: 13 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مُقَدِّمَةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى
مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ قَبَسُوا مِنْ نُورِهِ ، وَجَمَعُوا الْقُرْآنَ وَحَفِظُوهُ لِيَكُونَ حُجَّةَ اللَّهِ تَعَالَى الْقَائِمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ; وَتَحْقِيقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
أَمَّا بَعْدُ :
فَمُنْذُ كُنْتُ طَالِبًا أَشْدُو فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ، وَأَنْهَلُ مِنْ مَعَارِفِهِ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِي ، وَأَنَا أَتَشَوَّفُ لِمَعْرِفَةِ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، وَأَتَعَرَّفُ أَسْرَارَ بَيَانِهِ وَمَعَانِيهِ ، وَأَرَى أَنَّ عِلْمَهُ هُوَ الشَّرِيعَةُ ، وَأَنَّهُ مَا تَرَكَ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً مِنْهَا إِلَّا أَحْصَاهَا ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَّمَ النَّاسَ عِلْمَهُ ، وَبَيَّنَهُ وَأَحْكَمَ بَيَانَهُ ، وَحَكَمَ بِهِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَظْهَرَ بُرْهَانَهُ ، فَهُوَ بُرْهَانُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=174يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ ، وَهُوَ حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، فَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105إِنَّا أَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=106وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا
وَلَقَدْ كَانَتْ أُمْنِيَتِي الْعِلْمِيَّةُ أَنْ أَكُونَ قَرِيبًا مِنْهُ دَائِمًا ، وَكُنْتُ أُرَاجِعُ الْكُتُبَ الَّتِي تَصَدَّتْ لِلتَّعْرِيفِ بِمَعَانِيهِ ; مُوجَزَهَا وَوَسِيطَهَا وَمَبْسُوطَهَا ، قَدِيمَهَا وَجَدِيدَهَا ، مُؤْمِنًا
[ ص: 14 ] بِأَنَّ عِلْمَهُ هُوَ عِلْمُ الْإِسْلَامِ ، بَلْ هُوَ عِلْمُ النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَأَسْرَارُ الْوُجُودِ ، وَأَنَّهُ عُلْمُ النُّبُوَّةِ الْإِلَهِيَّةِ فِي مُخْتَلَفِ الْعُصُورِ .
وَلَمَّا شَرَّفَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِتَدْرِيسِ الْعُلُومِ الْعَرَبِيَّةِ وَالشَّرْعِيَّةِ كَانَ أَوَّلُ دُرُوسِنَا فِي تَعَرُّفِ مَعَانِي الْقُرْآنِ ، فَكَانَ ذَلِكَ يُمْنًا وَبِرْكَةً وَإِشْعَارًا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لَنَا ، فِي مُسْتَقْبَلِ أَعْمَالِنَا .
وَلَكِنَّا شُغِلْنَا عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ بِدُرُوسٍ إِسْلَامِيَّةٍ أُخْرَى ، وَإِنْ كُنَّا لَمْ نَنْقَطِعْ عَنِ الْقُرْآنِ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوْقَاتٍ قَصِيرَةٍ ، فَكُلَّمَا دُعِينَا لِمُحَاضَرَةٍ عَامَّةٍ ، جَعَلْنَا الْقَوْلَ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ غَايَتَنَا ، فَكُنَّا نَعُودُ إِلَيْهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ، حَتَّى دَعَتْنَا مَجَلَّةٌ دِينِيَّةٌ كَانَتْ لَهَا مَكَانَتُهَا ، وَلِصَاحِبِهَا مَكَانَةٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ ، لِنَكْتُبَ فِيهَا تَفْسِيرًا أُتَمِّمُ بِهِ مَا بَدَأَهُ طَيِّبُ الذِّكْرِ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ
مُحَمَّدٌ الْخَضِرُ التُّونُسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ قَدْ وَصَلَ فِي تَفْسِيرِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=189يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ
وَقُمْنَا بِمَا اسْتَطَعْنَا ، وَوَسِعَتْهُ طَاقَتُنَا حَتَّى وَصَلْنَا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ثُمَّ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ السَّيْرِ فِي عَمَلِنَا ، بِمُعَوَّقَاتٍ تَتَّصِلُ بِوَحْدَةِ النَّسَقِ وَالْكَرَامَةِ .
وَالْآنَ قَدِ ابْتَدَأْنَا الْكِتَابَةَ فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى مَا وَصَلَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ الْإِمَامُ
الْخَضِرُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى .
حَتَّى إِذَا وَصَلْنَا إِلَى ذَلِكَ نَشْرَنَا مَا كُنَّا قَدْ كَتَبْنَاهُ فِي الْمَجَلَّةِ ، ثُمَّ نَسْتَأْنِفُ بَعْدَ ذَلِكَ الْقَوْلَ فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَقَدْ كَانَ مُقَرَّرًا أَنْ نَكْتُبَ مُقَدِّمَةً لِلتَّفْسِيرِ نُبَيِّنُ فِيهَا نُزُولَ الْقُرْآنِ مُنَجَّمًا ، وَجَمْعَهُ فِي عَهْدِ الشَّيْخَيْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا . وَجَمْعَهُ فِي عَهْدِ ذِي النُّورَيْنِ ، وَبَيَانَ إِعْجَازِهِ وَوُجُوهَ ذَلِكَ الْإِعْجَازِ ، وَعَنْ قَصَصِهِ ، وَعُلُومِهِ ، وَجَدَلِهِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَعَنْ مَنَاهِجِ تَفْسِيرِهِ وَتَرْجَمَتِهِ ، (وَالْغَنَاءِ بِهِ) .
[ ص: 15 ] كَانَ ذَلِكَ فِي تَقْدِيرِنَا ، وَأَرَدْنَا الْقِيَامَ بِهِ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى ، لِيَكُونَ مُقَدِّمَةً لِلتَّفْسِيرِ ، يَكُونُ فِيهَا تَعْرِيفٌ بِهِ ، وَإِنْ كَانَتْ حَقِيقَةُ كِتَابِ الْوُجُودِ فَوْقَ التَّعْرِيفِ وَالْبَيَانِ .
وَلَكِنْ وَقَدِ اتَّجَهْنَا إِلَى ذَلِكَ اتَّسَعَ الْبَحْثُ عَلَيْنَا ، وَوَجَدْنَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَكُونُ فِي ذَاتِهِ غَرَضًا مَقْصُودًا يُقْصَدُ بِالذَّاتِ لَا بِالتَّبَعِ ; وَلِذَلِكَ أَخْرَجْنَاهُ كِتَابًا قَائِمًا بِذَاتِهِ سَمَّيْنَاهُ " الْمُعْجِزَةَ الْكُبْرَى " .
فَهَذَا الْكِتَابُ وَإِنْ كَانَ مَقْصُودًا بِالْجَوْهَرِ وَالذَّاتِ ، هُوَ أَيْضًا مُقَدِّمَةٌ لِلتَّفْسِيرِ ، وَيُغْنِي عَنْ كِتَابَةٍ مُقَدِّمَةٍ جَدِيدَةٍ ، وَإِنَّا بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى نَتَّجِهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ضَارِعِينَ إِلَيْهِ أَنْ يَمُدَّنَا بِعَوْنِهِ وَتَوْفِيقِهِ فِي الْقِيَامِ بِحَقِّ كِتَابِهِ الْكَرِيمِ عَلَيْنَا ، وَإِنَّنَا بِكَرَمِهِ وَفَضْلِهِ دَائِبُونَ عَلَى كِتَابَةِ مَا قَصَدْنَا ، حَتَّى يُوَافِيَنَا الْأَجَلُ الْمَحْتُومُ وَنَحْنُ فِي جِوَارِ كِتَابِهِ الْعَزِيزِ ، عَامِلِينَ لَا نَبْتَعِدُ عَنْ عَرْفِهِ وَلَا تَتَجَافَى مَقَاعِدُنَا عَنْهُ .
اللَّهُمَّ أَيِّدْنَا بِالْقُوَّةِ وَالْإِخْلَاصِ ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ نُورًا لَنَا ، وَأَنْ يَحْفَظَ كِتَابَهُ مِنَ الْأَهْوَاءِ الَّتِي تَبْغِي تَأْوِيلَهُ بِغَيْرِ هَدْيِ نَبِيِّهِ ، وَتَحْوِيلَ مَعَانِيهِ عَنْ غَايَاتِهَا ، وَأَنْ يَقِيَهُ مِنَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ وَلَا يَسْلُكُونَ الْجَدَدَ ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=8رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ .
الْإِمَامُ
مُحَمَّدٌ أَبُو زَهْرَةَ [ ص: 16 ]