هذا إذا كان الحق عليهم؛ أو كان مرددا بينهم؛ وبين غيرهم؛ أما إذا كان الحق لهم؛ ويطمعون في أن يكون حكم الشريعة لهم؛ فإنهم يبادرون بالخضوع؛ ولذا قال (تعالى) فيهم: وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ؛ إن كان الحق بحكم الشريعة لهم؛ يأتون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مذعنين؛ أي: خاضعين له؛ غير مغيرين ولا مبدلين؛ وكأن الأمر على هواهم إن أيدت الشريعة ما يدعون خضعوا لها؛ وإن لم تؤيد ما يدعون يتولوا معرضين؛ فهم لا يخضعون إلا لهواهم؛ وشهواتهم.
وإن الناس الآن؛ وقد هجروا حكم الشريعة يتنادون بها إن وافقت أهواءهم؛ وإن لم توافق أهواءهم أبدوا ما زين لهم من قوانين الغرب التي لم تقم على أساس [ ص: 5212 ] العدالة المجردة؛ بل قامت على أساس أعراف الحكام؛ وما يشتهي الناس؛ ولذا عطلت الحدود؛ وأضاعت حقوق الناس.