غض البصر
nindex.php?page=treesubj&link=19345_19513_27141_28723_33505_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء [ ص: 5180 ] ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون
غض البصر هو النقص من النظر؛ بحيث لا يمعن بالنظر؛ ولا يحاول أن يتقصى أطراف من ينظر إليه؛ و " من " ؛ في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30يغضوا من أبصارهم ؛ إما أن نقول: إنها لتقوى الأمر بالغض؛ أي: غضوا أبصاركم؛ أي غض؛ فلا تمعن في شيء من النساء؛ وإما أن نقول: إنها للتبعيض؛ أي: تغض من بعض بصرك؛ والبعض الذي يغض عنه هو الإمعان والتتبع؛ والاستمرار في النظر حتى تغيب عنه؛ لا ينفلت بنظره عنها؛ فذلك هو المطلوب من الغض؛ أما
nindex.php?page=treesubj&link=19348نظر الفجأة فمعفو عنه؛ ولذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665071 " لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما الأولى لك والثانية عليك " .
ولقد قال - صلى الله عليه وسلم - في معنى هذا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660968 " إياكم والجلوس في الطرقات " ؛ فقالوا: ما لنا من مجالسنا بد؛ نتحدث فيها؛ فقال: " فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه " ؛ قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: " غض البصر؛ وكف الأذى؛ ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " .
وابتدأ - سبحانه وتعالى - بالأمر بغض البصر؛ لأنه الباب الأكبر إلى القلب؛ ولأن النظرة المريبة ذريعة إلى أكبر الفحش؛ ولأن النظر المحصف يناقض الحياء؛ ولأنه يؤذي النساء؛ فيمنعهن من قضاء شؤونهن خارج منازلهن؛ وما لهن بد من أدائها؛ ولأن غض البصر ينشر اللياقة والحياء العام؛ والحياء خير كله.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30ويحفظوا فروجهم ؛ معطوفة على الأمر بغض الأبصار؛ الذي كان عاما؛ ولذا جمعت الأبصار؛ وذلك لتطهير البيئة الاجتماعية الإنسانية؛ فإن سلامة البيئة تجعل
[ ص: 5181 ] الرأي العام صالحا طيبا طاهرا فاضلا؛ يحث على الفضيلة؛ ويمنع الرذيلة؛ وفوق ذلك أمر
nindex.php?page=treesubj&link=18081_19513_19456بحفظ الفروج؛ و " الفروج " ؛ جمع " فرج " ؛ وهو سوءة المرأة؛ وسوءة الرجل؛ وحفظها بسترها؛ ومنعها مما حرم الله (تعالى)؛ وهو الزنا؛ فإن الزنا يعرضها للأمراض الخبيثة؛ ويمنع النسل؛ والفروج تشمل فروج الرجال؛ والنساء معا؛ وخوطب الرجال بحفظ فروج النساء بسترهن؛ ومتعهن بما أحل الله؛ وألا يؤذوهن بالفاحشة؛ وألا يعرضوهن لها؛ ولما حرم الله (تعالى)؛ فالرجل مسؤول عن حشمة النساء؛ وهو الحريص عليهن.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30ذلك أزكى لهم ؛ ذلك؛ وهو غض البصر؛ وحفظ الفروج؛ أطهر لكم؛ فيكون المجتمع طاهرا نقيا سليما؛ والبيوت طاهرة سليمة؛ وهم في ذات أنفسهم أطهارا طيبين؛ ويكونون خيرا في خير؛ يظلهم الخير دائما؛ ويكونون في قبة من الفضيلة تظلهم؛ وتؤدي بهم جميعا إلى جنة الآخرة؛ كما كانوا في ظلة من الفضيلة في الدنيا.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30إن الله خبير بما يصنعون ؛ هذا النص فيه تهديد؛ وتبشير؛ فيه تبشير للأخيار إن استقاموا على الطريقة المستقيمة؛ وفيه إنذار للفجار; لأنه - سبحانه - عليم علما دقيقا بما يصنعه كل واحد من الناس؛ و " يصنعون " ؛ أدق في الدلالة على العمل من " يعملون " ؛ لأن " يصنع " ؛ معناها: يفعله ويصير عادة له؛ كعادة الصانع في صنعته.
ويلاحظ أن الخطاب كان من الله (تعالى) للنبي؛ ليأمر المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم؛ ويحفظوا فروجهم; لأن ذلك من تبليغ النبي - صلى الله عليه وسلم - [عن] ربه؛ وقد ذكر الله (تعالى) - أولا -
nindex.php?page=treesubj&link=27141غض البصر للرجال؛
غَضُّ الْبَصَرِ
nindex.php?page=treesubj&link=19345_19513_27141_28723_33505_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ [ ص: 5180 ] وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتَهُنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
غَضُّ الْبَصَرِ هُوَ النَّقْصُ مِنَ النَّظَرِ؛ بِحَيْثُ لَا يُمْعِنُ بِالنَّظَرِ؛ وَلَا يُحَاوِلُ أَنْ يَتَقَصَّى أَطْرَافَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ؛ وَ " مِنْ " ؛ فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ؛ إِمَّا أَنْ نَقُولَ: إِنَّهَا لِتَقْوَى الْأَمْرِ بِالْغَضِّ؛ أَيْ: غَضُّوا أَبْصَارَكُمْ؛ أَيَّ غَضٍّ؛ فَلَا تُمْعِنَ فِي شَيْءٍ مِنَ النِّسَاءِ؛ وَإِمَّا أَنْ نَقُولَ: إِنَّهَا لِلتَّبْعِيضِ؛ أَيْ: تَغُضُّ مِنْ بَعْضِ بَصَرِكَ؛ وَالْبَعْضُ الَّذِي يُغَضُّ عَنْهُ هُوَ الْإِمْعَانُ وَالتَّتَبُّعُ؛ وَالِاسْتِمْرَارُ فِي النَّظَرِ حَتَّى تَغِيبَ عَنْهُ؛ لَا يَنْفَلِتُ بِنَظَرِهِ عَنْهَا؛ فَذَلِكَ هُوَ الْمَطْلُوبُ مِنَ الْغَضِّ؛ أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=19348نَظَرُ الْفَجْأَةِ فَمَعْفُوٌّ عَنْهُ؛ وَلِذَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665071 " لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّمَا الْأُولَى لَكَ وَالثَّانِيَةُ عَلَيْكَ " .
وَلَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَعْنَى هَذَا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660968 " إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ " ؛ فَقَالُوا: مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ؛ نَتَحَدَّثُ فِيهَا؛ فَقَالَ: " فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ " ؛ قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " غَضُّ الْبَصَرِ؛ وَكَفُّ الْأَذَى؛ وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ " .
وَابْتَدَأَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بِالْأَمْرِ بِغَضِّ الْبَصَرِ؛ لِأَنَّهُ الْبَابُ الْأَكْبَرُ إِلَى الْقَلْبِ؛ وَلِأَنَّ النَّظْرَةَ الْمُرِيبَةَ ذَرِيعَةٌ إِلَى أَكْبَرِ الْفُحْشِ؛ وَلِأَنَّ النَّظَرَ الْمُحْصِفَ يُنَاقِضُ الْحَيَاءَ؛ وَلِأَنَّهُ يُؤْذِي النِّسَاءَ؛ فَيَمْنَعُهُنَّ مِنْ قَضَاءِ شُؤُونِهِنَّ خَارِجَ مَنَازِلِهِنَّ؛ وَمَا لَهُنَّ بُدٌّ مِنْ أَدَائِهَا؛ وَلِأَنَّ غَضَّ الْبَصَرِ يَنْشُرُ اللِّيَاقَةَ وَالْحَيَاءَ الْعَامَّ؛ وَالْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْأَمْرِ بِغَضِّ الْأَبْصَارِ؛ الَّذِي كَانَ عَامًّا؛ وَلِذَا جُمِعَتِ الْأَبْصَارُ؛ وَذَلِكَ لِتَطْهِيرِ الْبِيئَةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ الْإِنْسَانِيَّةِ؛ فَإِنَّ سَلَامَةَ الْبِيئَةِ تَجْعَلُ
[ ص: 5181 ] الرَّأْيَ الْعَامَّ صَالِحًا طَيِّبًا طَاهِرًا فَاضِلًا؛ يَحُثُّ عَلَى الْفَضِيلَةِ؛ وَيَمْنَعُ الرَّذِيلَةَ؛ وَفَوْقَ ذَلِكَ أَمَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=18081_19513_19456بِحِفْظِ الْفُرُوجِ؛ وَ " اَلْفُرُوجُ " ؛ جَمْعُ " فَرْجٌ " ؛ وَهُوَ سَوْءَةُ الْمَرْأَةِ؛ وَسَوْءَةُ الرَّجُلِ؛ وَحِفْظُهَا بِسَتْرِهَا؛ وَمَنْعِهَا مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ (تَعَالَى)؛ وَهُوَ الزِّنَا؛ فَإِنَّ الزِّنَا يُعَرِّضُهَا لِلْأَمْرَاضِ الْخَبِيثَةِ؛ وَيَمْنَعُ النَّسْلَ؛ وَالْفُرُوجُ تَشْمَلُ فُرُوجَ الرِّجَالِ؛ وَالنِّسَاءِ مَعًا؛ وَخُوطِبَ الرِّجَالُ بِحِفْظِ فُرُوجِ النِّسَاءِ بِسَتْرِهِنَّ؛ وَمُتَعِهِنَّ بِمَا أَحَلَّ اللَّهُ؛ وَأَلَّا يُؤْذُوهُنَّ بِالْفَاحِشَةِ؛ وَأَلَّا يُعَرِّضُوهُنَّ لَهَا؛ وَلِمَا حَرَّمَ اللَّهُ (تَعَالَى)؛ فَالرَّجُلُ مَسْؤُولٌ عَنْ حِشْمَةِ النِّسَاءِ؛ وَهُوَ الْحَرِيصُ عَلَيْهِنَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ؛ ذَلِكَ؛ وَهُوَ غَضُّ الْبَصَرِ؛ وَحِفْظُ الْفُرُوجِ؛ أَطْهَرُ لَكُمْ؛ فَيَكُونُ الْمُجْتَمَعُ طَاهِرًا نَقِيًّا سَلِيمًا؛ وَالْبُيُوتُ طَاهِرَةً سَلِيمَةً؛ وَهُمْ فِي ذَاتِ أَنْفُسِهِمْ أَطْهَارًا طَيِّبِينَ؛ وَيَكُونُونَ خَيْرًا فِي خَيْرٍ؛ يُظِلُّهُمُ الْخَيْرُ دَائِمًا؛ وَيَكُونُونَ فِي قُبَّةٍ مِنَ الْفَضِيلَةِ تُظِلُّهُمْ؛ وَتُؤَدِّي بِهِمْ جَمِيعًا إِلَى جَنَّةِ الْآخِرَةِ؛ كَمَا كَانُوا فِي ظُلَّةٍ مِنَ الْفَضِيلَةِ فِي الدُّنْيَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ؛ هَذَا النَّصُّ فِيهِ تَهْدِيدٌ؛ وَتَبْشِيرٌ؛ فِيهِ تَبْشِيرٌ لِلْأَخْيَارِ إِنِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ؛ وَفِيهِ إِنْذَارٌ لِلْفُجَّارِ; لِأَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - عَلِيمٌ عِلْمًا دَقِيقًا بِمَا يَصْنَعُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ؛ وَ " يَصْنَعُونَ " ؛ أَدَقُّ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْعَمَلِ مِنْ " يَعْمَلُونَ " ؛ لِأَنَّ " يَصْنَعُ " ؛ مَعْنَاهَا: يَفْعَلُهُ وَيَصِيرُ عَادَةً لَهُ؛ كَعَادَةِ الصَّانِعِ فِي صَنْعَتِهِ.
وَيُلَاحَظُ أَنَّ الْخِطَابَ كَانَ مِنَ اللَّهِ (تَعَالَى) لِلنَّبِيِّ؛ لِيَأْمُرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ؛ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ; لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَبْلِيغِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [عَنْ] رَبِّهِ؛ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ (تَعَالَى) - أَوَّلًا -
nindex.php?page=treesubj&link=27141غَضَّ الْبَصَرِ لِلرِّجَالِ؛