[ ص: 5061 ]
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ؛ " الأنعام " : جمع " نعم " ؛ وهي الإبل والبقر والغنم؛ وما يشبهها؛ فيما يؤدي مؤداها؛ ما يذلل للإنسان؛ ويكون تحت سلطانه؛ ويطوع لإرادته؛ وأول ما حكم به - سبحانه - أن فيها عبرة؛ أي: اعتبارا بدلالتها على خلق الخالق؛ وقدرته؛ وإبقائه على الإنسان؛ فهي حيوان مسخر للإنسان؛ ومع أن له إرادة؛ وإن لم تكن عاقلة؛ وكونا مستقلا؛ سخره الله (تعالى) للإنسان مطوعة له مستأنسة له؛ وذكر من هذه العبر ما في درها من لبن يسقينا إياه رب العالمين؛ ولكم فيها منافع؛ فيتخذ من أصوافها؛ وأوبارها وأشعارها أثاثا؛ ويتخذ من جلودها بيوتا؛ وأخبية؛ ومنها تأكلون ؛ أي: نأكل لحمها؛ فهو حلال طيب؛ فحياتها كلها خير؛ تدر لبنا؛ ويؤخذ منها أثاث؛ وبيوت ومساكن؛ ولحمها يؤكل؛ وكل هذه نعم يجب علينا شكرها؛ ولا يصح أن نكفر بها؛ ونشرك بالله (تعالى) المنعم; إذ شكر المنعم واجب بحكم العقل والإيمان.