آية الله في خلق الإنسان
قال (تعالى): ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون
[ ص: 5052 ] " السلالة " : هي صفو الطين؛ هنا؛ والإنسان دخل في تكوينه صفو الطين مرتين؛ المرة الأولى عندما خلق آدم من تراب؛ فكان صفو الطين في تكوينه؛ والثانية أن الطين يدخل في تكوينه بعد أن صار كيانا إنسيا; ذلك أن غذاءه يتكون من النبات والحيوان؛ وكلاهما من صفو الطين; لأن النبات ينبت من اختلاط الطين بالماء؛ والحيوان آكل من النبات؛ فكانت سلالة من طين فيه؛ " من " ؛ في قوله (تعالى): من سلالة ؛ هي " من " ؛ الابتداء التي تدل على أن الإنسان يكون من سلالة طين و " من " ؛ الثانية بيانية؛ أي: من سلالة هي طين.