قبل تكذيب الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم -
قال الله (تعالى): وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط [ ص: 4996 ] وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد
هذه إشارات إلى الذين طغت أقوامهم في البلاد؛ وأكثروا فيها الفساد؛ وكيف كانت عاقبة أمرهم من هلاك لم ينتظروه؛ وشر لم يتوقعوه؛ وذلك تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عناد قومه له؛ فهو تسرية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنذار للمشركين الذين جحدوا بآيات الله. قصص بعض النبيين
وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط ذكر الله (تعالى) ما يشير إلى قوم نوح؛ وقد عاندوه؛ وجادلوه؛ وتحدوه أن ينزل بهم ما هددهم به؛ وقد أغرقهم الله؛ ولم ينج معه في السفينة إلا من آمن؛ وأهله؛ إلا امرأته وابنه؛ إلى آخر ما بينه - سبحانه وتعالى - في قصصه الحكيم؛ وآياته البينات.
وأشار - سبحانه - إلى قصة عاد؛ قوم نبي الله (تعالى) هود - عليه السلام - أن عاندوه؛ وكفروا به؛ فجاءتهم ريح صرصر عاتية؛ وإلى قوم ثمود؛ قوم صالح - عليه السلام -؛ الذين عقروا الناقة؛ فدمدم عليهم ربك عذابا ريحا صرصرا عاتية.
وأشار - سبحانه - إلى قوم إبراهيم - عليه السلام - الذين أرادوا إحراقه عندما حطم لهم الأوثان؛ وإلى قوم لوط الذين كانوا يأتون الفاحشة ما سبقهم بها من أحد من العالمين؛ وكيف دمر عليهم ديارهم؛ وجعل عاليها سافلها؛ وأمطر عليهم حجارة من سجيل.