[ ص: 4703 ] معاني السورة
طه ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنـزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى
طه قال : "إنها من أسرار الله (تعالى) "؛ أي أنها كغيرها من الحروف التي تبتدأ بها السور؛ مثل "الـم "؛ "الـمـص "؛ "الـر "؛ وقد تكلمنا فيما تشير إليه في عدة سور مما سبق؛ ولكن مع ذلك نسرد ما قيل في ذلك؛ قيل: إن "طـه "؛ اسم لله (تعالى)؛ وقيل: إنها اسم للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وربما يسوغ ذلك أن ما بعدها كان خطابا للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فكأنه نودي بذلك؛ ثم ألقى القول والبيان المنبه إلى ما عليه في هذه الرسالة؛ فليس عليه أن يؤمنوا؛ وإنما عليه التذكرة؛ فلهذا القول وجه من التوجيه. أبو بكر الصديق
وقيل: إنها فعل أمر؛ أصله: "طأ "؛ قلبت الهمزة هاء؛ ويصح أن يقال: إنها قلبت ألفا ثم جاءت هاء السكت بدلا عنها؛ وقيل: إن معناه: "يا رجل "; لأن "طـه "؛ في لغة عك معناها: "يا رجل "؛ وقيل: هي بهذا المعنى في لغة الحبشة. [ ص: 4704 ] وإني أراها كأخواتها من الحروف التي تبدأ بها السور؛ يقال: إنها أسماء للسور؛ وإذا كان ثمة احتمال لأن تكون بمعنى ندركه؛ فإنا نميل إلى أن يكون اسما للرسول - صلى الله عليه وسلم.