قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا قال العبد الصالح لموسى؛ وقد وعده بالصبر؛ والفاء للإفصاح عن الاتباع المشروط بالصبر؛ أي: إن صبرت فاتبعتني؛ فمقتضى ذلك ألا تسألني عن شيء تستغربه؛ حتى أحدث لك منه ذكرا لعلته؛ أي: لا تسألني حتى أبادئك بالبيان؛ وذلك من مقتضيات الصبر؛ ومن آداب المتعلم أمام المعلم؛ والتابع للمتبوع؛ لا يبادره حتى يبين هو ما عنده؛ والتعبير بالذكر يشير إلى أن ما يخبر به من بعد هو تذكير بقدرة الله (تعالى).
بعد هذه المواثيق بين موسى كليم الله (تعالى)؛ والعبد الصالح - عليهما السلام - أخذا في السير; ولذا قال (تعالى):