الوصف الثالث ذكره سبحانه بقوله: من أوصاف أولي العلم عندما يستمعون القرآن
ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا .
هذا هو الوصف الثالث من أوصاف أولي العلم عندما يتلى عليهم القرآن، وكرر خرورهم الأول أي سقوطهم للأذقان باكين من تأثرهم به وإحساسهم بأن الله تعالى يخاطبهم بكلامه، وأنهم يستمعون إليه فيتغلب عليهم البكاء من فرط إدراكهم، ولعلو إحساسهم، ويقول: ويزيدهم خشوعا أي خضوعا لله تعالى وإيمانا بحق عبوديته، فكلما تلي عليهم ازدادوا علما، وكلما ازدادوا علما ازدادوا إيمانا، وخشوعهم يستمر في نمو، وإيمانهم بحق العبودية يزداد كلما تلي عليهم.
وإن هذه الآيات تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر فإذا كان المشركون قد أنكروا آيات الله، فهناك أهل العلم المدركون الذين يعلمون الوحي والرسالة [ ص: 4478 ] والرسل، ويدركون نعم الله تعالى، ويعرفون رسالتك، ويقدرون معجزتك حق قدرها فلا تأس عليهم، ولا تلتفت، فالله معك وأهل العلم يشهدون لك.
الزمخشري،