قال الله تعالى:
وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا .
إن الواو هنا عاطفة وعطفت آتينا موسى الكتاب على سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ويكون المعنى: أكرم الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج، وجعله حجة على الناس، إذ يكفرون بالآيات وقد طلبوها، وأكرمموسى بالكتاب أتاه فيه الشرائع، وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا أي كفيلا، أو ربا تكلون إليه أموركم، أو وليا ونصيرا.
و(أن) هنا على قراءة التاء (تتخذوا) تفسيرية، أي هو ألا تتخذوا من دونه وليا، وهناك قراءة بالياء (يتخذوا) وعلى هذه القراءة يكون المعنى جعلناه هدى لبني إسرائيل فلا يتخذوا من غير الله وكيلا أي وليا وربا، كقوله تعالى: ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا
وأنه بهذا العطف يتبين أن كما أن الإسراء جمع النبيين عند شرائع الله متصلة وأن أنبياء الله تعالى مكرمون، بيت المقدس فقد جمعهم الله تعالى في التكريم؛ هذا بالكتاب والإسراء والمعراج، وذاك بالكتاب الذي كان هداية لبني إسرائيل ألا يتخذوا شريكا،