وقد ضرب لهم الأمثال وبين العبر بأحوال الماضين فقال تعالى: وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون
الكتاب هنا الأجل، أي أن أية قرية أهلكت كان لها أجل معلوم، وهذا فيه تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتهديد لهم بأنه إذا كان قد أهمل أهل الشرك حتى طغوا وتجبروا واستكبروا فليس ذلك إهمالا لجرائمهم، وما من قرية أي مدينة جامعة أهلكها إلا لأجل معلوم، فانتظروا كتابكم الذي كتب لكم أيها المشركون، فإما أن تخذلوا [ ص: 4068 ] بسبب مقاومتكم للرسالة، وتذلوا للحق، والذلة للحق هي العزة، وذلك إذا كان يرجى الإيمان في ذرياتكم، وإما أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، كما أخذ عادا وثمود، وآل مدين، ومن قبلهم قوم نوح، ثم كما أخذ فرعون ذا الأوتاد، وسائر الذين طغوا في البلاد.