الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          استجاب إخوته أو من جاءوا إليه منهم لرغبته، وأتوا بأهله، وفيهم الأبوان الكريمان، فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين

                                                          رحب بهم جميعا، وخص أبويه بفضل ترحيب، لما قاسا من الهول في [ ص: 3861 ] غيبته، ولأنهما الأبوان، وهما أحق الناس بالإحسان، و: آوى إليه أبويه هنا معناها ضمهما، وأسكنهما في مسكنه ليتمكن من رعايتهما وحسن القيام على شئونهما، وليستمتعا بقربه بعد طول فراق، وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ودخول مصر منصب على الأمن، أي: ادخلوا حال كونكم آمنين بمشيئة الله من الخوف والقحط والشدة، أو أن سيدنا يوسف استقبل قبيله شوقا ورغبة في اللقاء خارج الأمصار، ثم قال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين مطمئنين تجدون سهلا وأهلا وعزة وكرامة، وفي القصص إنها لم تكن أمه بل كانت خالته، وسميت أما كما يسمى العم أبا، ونقول: إن تعبير القرآن هو الصادق حتى يقوم الدليل على خلافه.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية