يشتد الإحساس بالخطأ إذ أظهرت النتائج غير الحسنة، ولذلك أحس أولئك الإخوة بظلم ما فعلوا فقالوا: قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين [ ص: 3856 ]
قالوا مقسمين على حقيقتين:
الحقيقة الأولى: أن الله آثر بالفضل والإحسان والتوفيق يوسف عليه السلام، فقد أعطاه النجاة من الموت والرق، والسلطان على مصر، خير بلاد الأرض تجاورهم، فكان هو ملكا عزيزا، وهم دونه، وأكدوا أن الله آثره: بـ (اللام)، و: (قد)، وب (القسم) .
الحقيقة الثانية: أنهم أحسوا بأنهم كانوا آثمين، ولذا قالوا: وإن كنا لخاطئين (إن) هي المخففة من الثقيلة وإنه الحال والشأن كنا لخاطئين، والخاطئ هو الواقع في الإثم أو الخطيئة، وقد أكدوا إثمهم أولا بـ (إن) المخففة من الثقيلة، و: (كان) الدالة على استمرار خطئهم، و: (لام التوكيد لخاطئين وهذا اعتراف خطير بالذنب، وهو أول خطوات التوبة.
ولكن الكريم ابن الكريم، النبي ابن النبي يعقوب، " وما زاد عبد بعفو إلا عزا " ، ويقول: