وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي هذا على أن هذا القول جاء على لسان يوسف، وهو تخريج ويصح أن يكون ذلك استرسالا لقولها، ويكون على مع هذا التخريج، ليعلم الزمخشري، يوسف أني لم أخنه بالغيب، وأني اتهمته وأصررت على الاتهام، وهأنذا أقر بالحق أمام زوجي وأمام الناس وأنا ما أبرئ نفسي، إن النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي إن ربي لغفور رحيم.
وإني أميل إلى أن ذلك من كلام يوسف عليه السلام تبرئة لنفسه أمام العزيز، ولأن قوله إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم هي التي تليق بمقام النبوة، وقوله: إن النفس لأمارة بالسوء فيه إشارة إلى ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه وفيه إشارة إلى جيشان الغريزة، ثم كفها لما رأى برهان ربه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *