إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون [ ص: 419 ] قوله تعالى: (إن الذين كفروا بعد إيمانهم) اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال . أحدها: أنها نزلت فيمن لم يتب من أصحاب فإنهم قالوا: نقيم الحارث بن سويد ، بمكة ونتربص بمحمد ريب المنون ، قاله ابن عباس ، والثاني: أنها نزلت في اليهود كفروا ومقاتل . بعيسى والإنجيل ، ثم ازدادوا كفرا بمحمد والقرآن ، قاله الحسن ، وقتادة ، والثالث: أنها نزلت في اليهود والنصارى ، كفروا وعطاء الخراساني . بمحمد بعد إيمانهم بصفته ، ثم ازدادوا كفرا بإقامتهم على كفرهم ، قاله قال أبو العالية . كلما نزلت آية كفروا بها ، فازدادوا كفرا . وفي علة امتناع قبول توبتهم أربعة أقوال . أحدها: أنهم ارتدوا ، وعزموا على إظهار التوبة لستر أحوالهم ، والكفر في ضمائرهم ، قاله الحسن: والثاني: أنهم قوم تابوا من الذنوب في الشرك ، ولم يتوبوا من الشرك ، قاله ابن عباس . والثالث: أن: معناه: لن تقبل توبتهم حين يحضرهم الموت ، وهو قول أبو العالية . الحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني ، والرابع: لن تقبل توبتهم بعد الموت إذا ماتوا على الكفر ، قاله والسدي . مجاهد .