واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
قوله تعالى: واستمع يوم يناد المناد قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، "ينادي المنادي" بياء في الوصل . ووقف وابن عامر بياء، ووقف ابن كثير نافع بغير ياء . ووقف الباقون ووصلوا بياء . قال وأبو عمرو المعنى: واستمع حديث يوم ينادي المنادي . قال المفسرون: والمنادي: أبو سليمان الدمشقي: إسرافيل، يقف على صخرة بيت المقدس فينادي: يا أيها الناس هلموا إلى الحساب، إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء; وهذه هي النفخة [ ص: 25 ] الأخيرة . والمكان القريب: صخرة بيت المقدس . قال كعب هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا . وقال ومقاتل: باثني عشر ميلا . قال ابن السائب ويقال: إن تلك الصخرة في وسط الأرض . الزجاج:
قوله تعالى: يوم يسمعون الصيحة وهي [هذه] النفخة الثانية بالحق أي: بالبعث الذي لا شك فيه ذلك يوم الخروج من القبور .
إنا نحن نحيي ونميت أي: نميت في الدنيا ونحيي للبعث وإلينا المصير بعد البعث، وهو قوله: يوم تشقق الأرض عنهم قرأ ابن كثير، ونافع، "تشقق" بتشديد الشين; وقرأ الباقون بتخفيفها وابن عامر: سراعا أي: فيخرجون منها سراعا ذلك حشر علينا يسير أي: هين .
ثم عزى نبيه فقال: "نحن أعلم بما يقولون" في تكذيبك، يعني كفار مكة "وما أنت عليهم بجبار" قال لم تبعث لتجبرهم على الإسلام إنما بعثت مذكرا، وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم، وأنكر ابن عباس: هذا القول فقال: الفراء العرب لا تقول: "فعال من أفعلت" لا يقولون: "خراج" يريدون "مخرج" ولا "دخال" يريدون "مدخل" إنما يقولون: "فعال" من "فعلت"، وإنما الجبار هنا في موضع السلطان من الجبرية، وقد قالت العرب في حرف واحد: "دراك" من "أدركت" وهو شاذ، فإن جعل هذا على هذه الكلمة فهو وجه . وقال "بجبار" أي: بمسلط، والجبار: الملك، سمي بذلك لتجبره، يقول: لست عليهم بملك مسلط . ابن قتيبة:
[ ص: 26 ] قال لست بمسلط فتقهرهم على الإسلام . وقال اليزيدي: لتقتلهم . وذكر المفسرون أن قوله: مقاتل: "وما أنت عليهم بجبار" منسوخ بآية السيف .
قوله تعالى: فذكر بالقرآن أي: فعظ به "من يخاف وعيد" وقرأ يعقوب: "وعيدي" بياء في الحالين]، أي: ما أوعدت من عصاني من العذاب .