ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور . واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير
قوله تعالى: ولا تصعر خدك للناس قرأ ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: " تصعر " بتشديد العين من غير ألف . وقرأ نافع، [وأبو عمرو]، وحمزة، بألف من غير تشديد . قال والكسائي: هما لغتان، ومعناهما: الإعراض من الكبر . وقرأ الفراء: أبي بن كعب، ، وأبو رجاء وابن السميفع، وعاصم الجحدري: " ولا تصعر " بإسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف . وقال معناه: لا تعرض عن الناس تكبرا; يقال: أصاب البعير صعر: إذا أصابه داء يلوي منه عنقه . وقال الزجاج: هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر . وقال ابن عباس: ليكن الغني والفقير عندك في العلم سواء . وقال أبو العالية: هو الرجل يكون بينه وبين أخيه الحنة، فيراه فيعرض عنه . وباقي الآية بعضه مفسر في (بني إسرائيل: 37 ) وبعضه في سورة (النساء: 36) . مجاهد:
[ ص: 323 ] قوله تعالى: واقصد في مشيك أي: ليكن مشيك قصدا، لا تخيلا ولا إسراعا . قال امش بالوقار والسكينة . عطاء:
قوله تعالى: واغضض من صوتك أي: انقص منه . قال ومنه قولهم غضضت بصري، وفلان يغض من فلان، أي: يقصر به . الزجاج:
إن أنكر الأصوات وقرأ أبو المتوكل، : " أن أنكر الأصوات " بفتح الهمزة . ومعنى " أنكر " : أقبح; تقول: أتانا فلان بوجه منكر، أي: قبيح . وقال وابن أبي عبلة تأويله: أن الجهر بالصوت ليس بمحمود، وأنه داخل في باب الصوت المنكر . وقال المبرد: : عرفه قبح رفع الأصوات في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير، لأنها عالية . قال ابن قتيبة ابن زيد: لو كان رفع الصوت خيرا، ما جعله الله للحمير . وقال صياح كل شيء تسبيح لله عز وجل، إلا الحمار، فإنه ينهق بلا فائدة . سفيان الثوري:
فإن قيل: كيف قال: لصوت ولم يقل: " لأصوات الحمير " ؟
فالجواب: أن لكل جنس صوتا، فكأنه قال: إن أنكر أصوات الأجناس صوت هذا الجنس .