والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون
قوله تعالى : " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق " يعني : فضل السادة على المماليك " فما الذين فضلوا " يعني : السادة " برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم " فعبرت " ما " عن " من " لأنه موضع إبهام ، تقول : ما في الدار ؟ فيقول المخاطب : رجلان أو ثلاثة ، ومعنى الآية : أن المولى لا يرد على ما ملكت يمينه من ماله حتى يكون المولى والمملوك في المال سواء ، وهو مثل ضربه الله تعالى للمشركين الذين جعلوا الأصنام شركاء له ، والأصنام ملكا له ، يقول : إذا لم يكن عبيدكم معكم في الملك سواء ، فكيف تجعلون عبيدي معي سواء ، وترضون لي ما تأنفون لأنفسكم منه ؟! وروى عن العوفي ، قال : لم يكونوا أشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني . ابن عباس
وروى عن أبو صالح قال : نزلت في نصارى ابن عباس نجران حين قالوا : عيسى ابن الله تعالى .
قوله تعالى : " أفبنعمة الله يجحدون " قرأ أبو بكر عن : " تجحدون " بالتاء . وفي هذه النعمة قولان : عاصم
أحدهما : حجته وهدايته . والثاني : فضله ورزقه .