إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر " من عادة الملوك إذا فعلوا شيئا ، قال أحدهم : نحن فعلنا ، يريد نفسه وأتباعه ، ثم صار هذا عادة للملك في خطابه ، وإن انفرد بفعل الشيء ، فخوطبت العرب بما تعقل من كلامها . والذكر : القرآن ، في قول جميع المفسرين .
وفي هاء " له " قولان :
أحدهما : أنها ترجع إلى الذكر ، قاله الأكثرون . قال : أنزله الله ثم حفظه ، فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ، ولا ينقص منه حقا . قتادة
والثاني : أنها ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمعنى : " وإنا له لحافظون " من الشياطين والأعداء ، لقولهم : " إنك لمجنون " ، هذا قول ابن السائب، . ومقاتل