قوله تعالى : " فما آمن لموسى إلا ذرية " في المراد بالذرية هاهنا ثلاثة أقوال : أحدها : أن المراد بالذرية : القليل ، قاله . ابن عباس
والثاني : أنهم أولاد الذين أرسل إليهم موسى ، مات آباؤهم لطول الزمان وآمنوا هم ، قاله ، وقال مجاهد ابن زيد : هم الذين نشؤوا مع موسى حين كف [ ص: 53 ] فرعون عن ذبح الغلمان . قال : وإنما قيل لهؤلاء " ذرية " لأنهم أولاد الذين بعث إليهم ابن الأنباري موسى ، وإن كانوا بالغين .
والثالث أنهم قوم ، أمهاتهم من بني إسرائيل ، وآباؤهم من القبط ، قاله ، واختاره مقاتل . قال : وإنما سموا ذرية كما قيل لأولاد فارس : الأبناء ، لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم . وفي هاء " قومه " قولان : الفراء
أحدهما : أنها تعود إلى موسى ، رواه ابن أبي طلحة عن . ابن عباس
والثاني : إلى فرعون ، رواه عن أبو صالح . فعلى القول الأول يكون قوله : " ابن عباس على خوف من فرعون وملئهم " أي : وملإ فرعون . قال : وإنما قال : " وملئهم " بالجمع ، الفراء وفرعون واحد ، لأن الملك إذا ذكر ذهب الوهم إليه وإلى من معه ، تقول : قدم الخليفة فكثر الناس ، تريد : بمن معه . وقد يجوز أن يريد بفرعون : آل فرعون ، كقوله : واسأل القرية [يوسف :82] . وعلى القول الثاني : يرجع ذكر الملإ إلى الذرية . قال : وهذا أصح ، لأنه كان في الذرية من أبوه قبطي وأمه إسرائيلية ، فهو مع ابن جرير فرعون على موسى .
قوله تعالى : " أن يفتنهم " يعني فرعون ، ولم يقل : يفتنوهم ، لأن قومه كانوا على من كان عليه . وفي هذه الفتنة قولان :
أحدهما : أنها القتل ، قاله . والثاني : التعذيب قاله ابن عباس . ابن جرير
قوله تعالى : " وإن فرعون لعال في الأرض " قال : متطاول في أرض ابن عباس مصر " وإنه لمن المسرفين " حين كان عبدا فادعى الربوبية .
قوله تعالى : " إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا " لما شكا بنو إسرائيل إلى موسى ما يهددهم به فرعون من ذبح أولادهم ، واستحياء نسائهم ، قال لهم هذا
وفي قوله : " لا تجعلنا فتنة " ثلاثة أقوال :
[ ص: 54 ] أحدها : لا تهلكنا بعذاب على أيدي قوم فرعون ، ولا بعذاب من قبلك ، فيقول قوم فرعون : لو كانوا على حق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم .
والثاني : لا تسلطهم علينا فيفتنونا والقولان مرويان عن . مجاهد
والثالث : لا تسلطهم علينا فيفتتنوا بنا ، لظنهم أنهم على حق ، قاله ، أبو الضحى وأبو مجلز .
قوله تعالى : " أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا " قال المفسرون : لما أرسل موسى ،أمر فرعون بمساجد بني إسرائيل فخربت كلها ، ومنعوا من الصلاة ،كانوا لا يصلون إلا في الكنائس فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم ويصلون فيها خوفا من فرعون . " وتبوآ " معناه : اتخذا ، وقد شرحناه في (الأعراف :74) . وفي المراد بمصر قولان : أحدهما: أنه البلد المعروف بمصر ، قاله . والثاني : أنه الضحاك الإسكندرية ، قاله . وفي البيوت قولان : أحدهما : أنها المساجد ، قاله مجاهد ، والثاني : القصور ، قاله الضحاك . وفي قوله : " مجاهد واجعلوا بيوتكم قبلة " أربعة أقوال :
أحدها : اجعلوها مساجد ، رواه ، مجاهد ، وعكرمة عن والضحاك ، وبه قال ابن عباس ، النخعي . وقد ذكرنا أن وابن زيد فرعون أمر بهدم مساجدهم ، فقيل لهم : اجعلوا بيوتكم قبلة بدلا من المساجد .
والثاني : اجعلوها قبل القبلة ، رواه عن العوفي ، وروى ابن عباس عن الضحاك ، قال : قبل ابن عباس مكة . وقال : أمروا أن يجعلوها مستقبلة مجاهد الكعبة ، وبه قال ، مقاتل ، وقتادة . والفراء
والثالث : اجعلوها يقابل بعضها بعضا ، وهو مروي عن أيضا ، وبه قال ابن عباس . سعيد بن جبير
[ ص: 55 ] والرابع : واجعلوا بيوتكم التي بالشام قبلة لكم في الصلاة ، فهي قبلة اليهود إلى اليوم ، قاله ابن بحر .
فإن قيل : البيوت جمع ، فكيف قال " قبلة " على التوحيد ؟ فقد أجاب عنه ، فقال : من قال : المراد بالقبلة ابن الأنباري الكعبة ، قال : وحدت القبلة لتوحيد الكعبة . قال : ويجوز أن يكون أراد : اجعلوا بيوتكم قبلا ، فاكتفى بالواحد عن الجمع ، كما قال العباس بن مرداس :
فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور
يريد : إنا إخوتكم . ويجوز أن يكون وحد " قبلة " لأنه أجراها مجرى المصدر ، فيكون المعنى : واجعلوا بيوتكم إقبالا على الله ، وقصدا لما كنتم تستعملونه في المساجد . ويجوز أن يكون وحدها ، والمعنى : واجعلوا بيوتكم شيئا قبلة ، ومكانا قبلة ، ومحلة قبلة .
قوله تعالى : " وأقيموا الصلاة " قال : أتموا الصلاة " ابن عباس وبشر المؤمنين " أنت يا محمد . قال بشرهم بالنصر في الدنيا ، وبالجنة في الآخرة . سعيد بن جبير:
قوله تعالى : " ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا " قال : كان لهم من لدن فسطاط ابن عباس مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن ذهب وفضة وزبرجد وياقوت .
قوله تعالى : " ليضلوا عن سبيلك " وفي لام " ليضلوا " أربعة أقوال :
أحدها : أنها لام " كي " والمعنى : آتيتهم ذلك كي يضلوا وهذا قول . الفراء
والثاني : أنها لام العاقبة ، والمعنى : إنك آتيتهم ذلك فأصارهم إلى الضلال ، ومثله قوله : ليكون لهم عدوا وحزنا [القصص :8] أي : آل أمرهم إلى أن صار لهم عدوا ، لا أنهم قصدوا ذلك وهذا كما تقول للذي كسب مالا فأداه [ ص: 56 ] إلى الهلاك : إنما كسب فلان لحتفه ، وهو لم يكسب المال طلبا للحتف ، وأنشدوا :
وللمنايا تربي كل مرضعة وللخراب يجد الناس عمرانا
وقال آخر :
وللموت تغذو الوالدات سخالها كما لخراب الدور تبنى المساكن
وقال آخر :
فإن يكن الموت أفناهم فللموت ما تلد الوالده
أراد : عاقبة الأمر ومصيره إلى ذلك ، هذا قول . الزجاج
والثالث : أنها لام الدعاء ، والمعنى : ربنا ابتلهم بالضلال عن سبيلك ، ذكره . ابن الأنباري
والرابع : أنها لام أجل ، فالمعنى : آتيتهم لأجل ضلالتهم عقوبة منك لهم ، ومثله قوله : سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم [التوبة :95] أي : لأجل إعراضكم ، حكاه بعض المفسرين . وقرأ أهل الكوفة إلا ، المفضل وزيد ، وأبو حاتم عن يعقوب : " ليضلوا " بضم الياء ، أي : ليضلوا غيرهم .
قوله تعالى : " ربنا اطمس " روى الحلبي عن : " اطمس " بضم الميم ، " على أموالهم " وفيه قولان : عبد الوارث
أحدهما : أنها جعلت حجارة ، رواه عن مجاهد ، وبه قال ابن عباس ، قتادة ، والضحاك ، وأبو صالح . وقال والفراء : جعل سكرهم حجارة . وقال القرظي ابن زيد : صار ذهبهم ودراهمهم وعدسهم وكل شيء لهم حجارة . وقال : مسخ الله النخل والثمار والأطعمة حجارة ، فكانت إحدى الآيات التسع . وقال مجاهد : تطميس الشيء : إذهابه عن صورته والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها . الزجاج
[ ص: 57 ] والثاني : أنها هلكت فالمعنى : أهلك أموالهم ، رواه عن العوفي ، وبه قال ابن عباس ، مجاهد ، وأبو عبيدة ، ومنه يقال : طمست عينه ، أي : ذهبت ، وطمس الطريق إذا عفا ودرس . وابن قتيبة
وفي قوله : " واشدد على قلوبهم " أربعة أقوال :
أحدها : اطبع عليها ، رواه عن العوفي ، وبه قال ابن عباس ، مقاتل ، والفراء . والزجاج
والثاني : أهلكهم كفارا ، رواه عن أبو صالح ، وبه قال ابن عباس . الضحاك
والثالث : اشدد عليها بالضلالة ، قاله مجاهد
والرابع : أن معناه : قس قلوبهم ، قاله . ابن قتيبة
قوله تعالى : " فلا يؤمنوا " فيه قولان :
أحدهما : أنه دعاء عليهم أيضا ، كأنه قال : اللهم فلا يؤمنوا ، قاله ، الفراء ، وأبو عبيدة . وقال والزجاج : معناه : فلا آمنوا ، قال ابن الأنباري الأعشى :
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ولا تلقني إلا وأنفك راغم
معناه : لا انبسط ولا لقيتني
والثاني : أنه عطف على قوله : " ليضلوا عن سبيلك " ، فالمعنى : أنك آتيتهم ليضلوا فلا يؤمنوا ، حكاه عن الزجاج . المبرد
قوله تعالى : " حتى يروا العذاب الأليم " قال : هو الغرق ، وكان [ ص: 58 ] ابن عباس موسى يدعو، وهارون يؤمن ، فقال الله تعالى : " قد أجيبت دعوتكما " ، وكان بين الدعاء والإجابة أربعون سنة .
فإن قيل : كيف قال : " دعوتكما " وهما دعوتان ؟ فعنه ثلاثة أجوبة :
أحدها : أن الدعوة تقع على دعوتين وعلى دعوات وكلام يطول كما بينا في (الأعراف :158) أن الكلمة تقع على كلمات قال الشاعر :
وكان دعا دعوة قومه هلم إلى أمركم قد صرم
فأوقع " دعوة " على ألفاظ بينها آخر بيته .
والثاني : أن يكون المعنى : قد أجيبت دعواتكما ، فاكتفى بالواحد من ذكر الجميع ، ذكر الجوابين . وقد روى ابن الأنباري عن حماد بن سلمة أنه قرأ " دعواتكما " بالألف وفتح العين . عاصم
والثالث : أن موسى هو الذي دعا ، فالدعوة له ، غير أنه لما أمن هارون ، أشرك بينهما في الدعوة ، لأن التأمين على الدعوة منها .
وفي قوله : " فاستقيما " أربعة أقوال :
أحدها : فاستقيما على الرسالة وما أمرتكما به ، قاله عن أبو صالح . ابن عباس
والثاني : فاستقيما على دعاء فرعون وقومه إلى طاعة الله ، قاله . ابن جرير
والثالث : فاستقيما في دعائكما على فرعون وقومه .
والرابع : فاستقيما على ديني ، ذكرهما . أبو سليمان الدمشقي
قوله تعالى : " ولا تتبعان " قرأ الأكثرون بتشديد تاء " تتبعان " . وقرأ [ ص: 59 ] بتخفيفها مع الاتفاق على تشديد نون " تتبعان " ، إلا أن النون الشديدة دخلت للنهي مؤكدة ، وكسرت لسكونها وسكون النون التي قبلها ، واختير لها الكسر لأنها بعد الألف ، فشبهت بنون الاثنين . قال ابن عامر أبو علي : ومن خفض النون أمكن أن يكون خفف النون الثقيلة ، فإن شئت كان على لفظ الخبر ، والمعنى الأمر ، كقوله : " يتربصن بأنفسهن " [البقرة :228 و234] و تضار والدة [البقرة :233] أي : لا ينبغي ذلك ، وإن شئت جعلته حالا من قوله : " فاستقيما " تقديره : استقيما غير متبعين . وفي المراد بسبيل الذين لا يعلمون قولان : أحدهما : أنهم فرعون وقومه ، قاله عن أبو صالح . والثاني : الذين يستعجلون القضاء قبل مجيئه ، ذكره ابن عباس . أبو سليمان الدمشقي
فإن قيل : كيف جاز أن يدعو موسى على قومه ؟
فالجواب : أن بعضهم يقول : كان ذلك بوحي ، وهو قول صحيح ، لأنه لا يظن بنبي أن يقدم على مثل ذلك إلا عن إذن من الله عز وجل ، لأن دعاءه سبب للانتقام .
قوله تعالى : " فأتبعهم فرعون وجنوده " قال : أتبعهم وتبعهم سواء . وقال أبو عبيدة : أتبعهم : لحقهم . " ابن قتيبة بغيا وعدوا " أي : ظلما . وقرأ " فاتبعهم " بالتشديد ، وكذلك شددوا " وعدوا " مع ضم العين . الحسن
قوله تعالى : " حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه " قرأ ، ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو " أنه " بفتح الألف ، والمعنى : آمنت بأنه فلما حذف حرف الجر ، وصل الفعل إلى " أن " فنصب . وقرأ وابن عامر حمزة " إنه " بكسر الألف ، فحملوه على القول المضمر ، كأنه قال : آمنت ، فقلت : إنه . قال والكسائي : لم يقبل الله إيمانه عند رؤية العذاب . قال ابن عباس : [ ص: 60 ] جنح ابن الأنباري فرعون إلى التوبة حين أغلق بابها لحضور الموت ومعاينة الملائكة ، فقيل له : " آلآن " أي : الآن تتوب وقد أضعت التوبة في وقتها ، وكنت من المفسدين بالدعاء إلى عبادة غير الله عز وجل ؟ والمخاطب له بهذا كان جبريل . وجاء في الحديث أن جبريل جعل يدس الطين في فم فرعون خشية أن يغفر له . قال : اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، إن الضحاك بن قيس يونس عليه السلام كان عبدا صالحا ، وكان يذكر الله ، فلما وقع في بطن الحوت سأل الله ، فقال الله : فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون [الصافات :143] ، وإن فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله تعالى ، فلما أدركه الغرق قال : آمنت ، فقال الله : " آلآن وقد عصيت قبل " .
قوله تعالى : " فاليوم ننجيك " وقرأ يعقوب " ننجيك " مخففة . قال اللغويون ، منهم يونس : نلقيك على نجوة من الأرض ، أي : ارتفاع ، ليصير علما أنه قد غرق . وقرأ وأبو عبيدة ابن السميفع " ننحيك " بحاء . وفي سبب إخراجه من البحر بعد غرقه ثلاثة أقوال :
أحدها : أن موسى وأصحابه لما خرجوا ، قال من بقي من المدائن من قوم فرعون : ما أغرق فرعون ، ولكنه هو وأصحابه يتصيدون في جزائر البحر ، فأوحى الله إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا ، فكانت نجاة عبرة ، وأوحى الله تعالى إلى [ ص: 61 ] البحر : أن الفظ ما فيك ، فلفظهم البحر بالساحل ، ولم يكن يلفظ غريقا ، فصار لا يقبل غريقا إلى يوم القيامة ، رواه عن الضحاك . ابن عباس
والثاني : أن أصحاب موسى قالوا : إنا نخاف أن يكون فرعون ما غرق ، ولا نؤمن بهلاكه ، فدعا موسى ربه ، فأخرجه حتى أيقنوا بهلاكه ، رواه عن سعيد بن جبير ، وإلى نحوه ذهب ابن عباس قيس بن عباد ، ، وعبد الله بن شداد ، والسدي . وقال ومقاتل : لما قال بنو إسرائيل : لم يغرق السدي فرعون ، دعا موسى ، فخرج فرعون في ستمائة ألف وعشرين ألفا عليهم الحديد ، فأخذته بنو إسرائيل يمثلون به . وذكر غيره أنه إنما أخرج من البحر وحده دون أصحابه . وقال : كذب بعض بني إسرائيل بغرقه ، فرمى به البحر على ساحل البحر حتى رآه بنو إسرائيل قصيرا أحمر كأنه ثور . وقال ابن جريج : عرفه بنو إسرائيل بدرع كان له من لؤلؤ لم يكن لأحد مثلها . فأما وجهه فقد غيره سخط الله تعالى . أبو سليمان
والثالث : أنه كان يدعي أنه رب ، وكان يعبده قوم ، فبين الله تعالى أمره ، فأغرقه وأصحابه ، ثم أخرجه من بينهم ، قاله . وفي قوله : " الزجاج ببدنك " أربعة أقوال : أحدها : بجسدك من غير روح ، قاله . وذكر البدن دليل على عدم الروح . والثاني : بدرعك ، قاله مجاهد أبو صخر . وقد ذكرنا أنه كانت له درع من لؤلؤ ، وقيل : من ذهب ، فعرف بدرعه . والثالث : نلقيك عريانا ، قاله . والرابع : ننجيك وحدك ، قاله الزجاج . ابن قتيبة
وفي قوله : " لتكون لمن خلفك آية " ثلاثة أقوال :
أحدها : لتكون لمن بعدك في النكال آية لئلا يقولوا مثل مقالتك ، فإنك لو كنت إلها ما غرقت ، قاله عن أبو صالح . قال ابن عباس : " خلفك " بمعنى بعدك ، والآية : العلامة . أبو عبيدة
[ ص: 62 ] والثاني : لتكون لبني إسرائيل آية ، قاله . السدي
والثالث : لمن تخلف من قومه ، لأنهم أنكروا غرقه على ما ذكرنا في أول الآية ، فخرج في معنى الآية قولان : أحدهما : عبرة للناس . والثاني : علامة تدل على غرقه . وقال : الآية أنه كان يدعي أنه رب ، فبان أمره ، وأخرج من بين أصحابه لما غرقوا . وقرأ الزجاج ابن السميفع ، ، وأبو المتوكل " لمن خلقك " بالقاف . وأبو الجوزاء