الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين

                                                                                                                                                                                                                                      249- فلما فصل خرج طالوت بالجنود من بيت المقدس وكان الحر شديدا وطلبوا منه الماء قال إن الله مبتليكم مختبركم بنهر ليظهر المطيع منكم والعاصي، وهو بين الأردن وفلسطين فمن شرب منه أي: من ماءه فليس مني أي: من أتباعي ومن لم يطعمه يذقه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بالفتح والضم بيده فاكتفى بها ولم يزد عليها فإنه مني فشربوا منه لما وافوه بكثرة إلا قليلا منهم فاقتصروا على الغرفة، روي أنها كفتهم لشربهم ودوابهم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه وهم الذين اقتصروا على الغرفة قالوا أي: الذين شربوا لا طاقة قوة لنا اليوم بجالوت وجنوده أي: بقتالهم وجبنوا ولم يجاوزوه قال الذين يظنون يوقنون أنهم ملاقو الله بالبعث وهم الذين جاوزوه كم خبرية بمعنى كثير من فئة جماعة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله بإرادته والله مع الصابرين بالعون والنصر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية