ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
( ويوم نحشرهم جميعا ) المستكبرين والمستضعفين ( ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ) تقريعا للمشركين وتبكيتا لهم وإقناطا لهم عما يتوقعون من شفاعتهم ، وتخصيص الملائكة لأنهم أشرف شركائهم والصالحون للخطاب منهم ، ولأن عبادتهم مبدأ الشرك وأصله . وقرأ حفص بالياء فيهما . ويعقوب
( قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم ) أنت الذي نواليه من دونهم لا موالاة بيننا وبينهم ، كأنهم بينوا بذلك براءتهم من الرضا بعبادتهم ثم أضربوا عن ذلك ونفوا أنهم عبدوهم على الحقيقة بقولهم : ( بل كانوا يعبدون الجن ) أي الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة غير الله . وقيل كانوا يتمثلون لهم ويخيلون إليهم أنهم [ ص: 250 ]
الملائكة فيعبدونهم . ( أكثرهم بهم مؤمنون ) الضمير الأول للإنس أو للمشركين ، والأكثر بمعنى الكل والثاني لـ ( الجن ) .