ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور
( ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ) بإحسانه في تهيئة أسبابه وهو استشهاد آخر على باهر قدرته وكمال حكمته وشمول إنعامه والباء للصلة أو الحال ، وقرئ «الفلك » بالتثقيل و «بنعمات الله » بسكون العين ، وقد جوز في مثله الكسر والفتح والسكون . ( ليريكم من آياته ) دلائله . ( إن في ذلك لآيات لكل صبار ) على المشاق فيتعب نفسه بالتفكر في الآفاق والأنفس . ( شكور ) يعرف النعم ويتعرف مانحها ، أو للمؤمنين فإن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر .
( وإذا غشيهم ) علاهم وغطاهم . ( موج كالظلل ) كما يظل من جبل أو سحاب أو غيرهما ، وقرئ ( كالظلال ) جمع ظلة كقلة وقلال . ( دعوا الله مخلصين له الدين ) لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد . ( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ) مقيم على الطريق القصد الذي هو التوحيد ، أو متوسط في الكفر لانزجاره بعض الانزجار . ( وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار ) غدار فإنه نقض للعهد الفطري ، أو لما كان في البحر والختر أشد الغدر . ( كفور ) للنعم .