ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون
( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ) أن نتفضل عليهم بإنقاذهم من بأسه ، ( ونريد ) حكاية حال ماضية معطوفة على ( إن فرعون علا في الأرض ) من حيث إنهما واقعان تفسيرا للـ ( نبإ ) ، أو حال من ( يستضعف ) ولا يلزم من مقارنة الإرادة للاستضعاف مقارنة المراد له ، لجواز أن يكون تعلق الإرادة به حينئذ تعلقا استقباليا مع أن منة الله بخلاصهم لما كانت قريبة الوقوع منه جاز أن تجري مجرى المقارن . ( ونجعلهم أئمة ) مقدمين في أمر الدين . ( ونجعلهم الوارثين ) لما كان في ملك فرعون وقومه .
( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ، وأصل التمكين أن تجعل للشيء مكانا يتمكن فيه ثم استعير للتسليط وإطلاق الأمر . ( ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ) من بني إسرائيل . ( ما كانوا يحذرون ) من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم . وقرأ حمزة ( ويرى ) بالياء و ( فرعون وهامان [ ص: 172 ] والكسائي
وجنودهما ) بالرفع .