إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين
( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ) أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ذلك بعد ما بين المبدأ والمعاد وشرح أحوال القيامة ، إشعارا بأنه قد أتم الدعوة وقد كملت وما عليه بعد إلا الاشتغال بشأنه والاستغراق في عبادة ربه ، وتخصيص مكة بهذه الإضافة تشريف لها وتعظيم لشأنها وقرئ «التي حرمها » .
( وله كل شيء ) خلقا وملكا . ( وأمرت أن أكون من المسلمين ) المنقادين أو الثابتين على ملة الإسلام .
( وأن أتلو القرآن ) وأن أواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئا فشيئا ، أو اتباعه وقرئ «واتل عليهم » «وأن أتل » . ( فمن اهتدى ) باتباعه إياي في ذلك ، فإنما يهتدي لنفسه فإن منافعه عائدة إليه .
( ومن ضل ) بمخالفتي . ( فقل إنما أنا من المنذرين ) فلا علي من وبال ضلاله شيء إذ ما على الرسول إلا البلاغ وقد بلغت .