أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون
[ ص: 165 ]
( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) المضطر الذي أحوجه شدة ما به إلى اللجإ إلى الله تعالى من الاضطرار ، وهو افتعال من الضرورة واللام فيه للجنس لا للاستغراق فلا يلزم منه إجابة كل مضطر . ( ويكشف السوء ) ويدفع عن الإنسان ما يسوءه . ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) خلفاء فيها بأن ورثكم سكناها والتصرف فيها ممن قبلكم . ( أإله مع الله ) الذي خصكم بهذه النعم العامة والخاصة . ( قليلا ما تذكرون ) أي تذكرون آلاءه تذكرا قليلا ، وما مزيدة والمراد بالقلة العدم أو الحقارة المزيحة للفائدة . وقرأ أبو عمرو وهشام وروح بالياء وحمزة والكسائي وحفص بالتاء وتخفيف الذال .
( أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ) بالنجوم وعلامات الأرض ، والـ ( ظلمات ) ظلمات الليالي وإضافتها إلى البر والبحر للملابسة ، أو مشتبهات الطرق يقال طريقة ظلماء وعمياء للتي لا منار بها . ( ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) يعني المطر ، ولو صح أن السبب الأكثر في تكون الرياح معاودة الأدخنة الصاعدة من الطبقة الباردة لانكسار حرها وتمويجها الهواء فلا شك أن الأسباب الفاعلية والقابلية لذلك من خلق الله تعالى ، والفاعل للسبب فعل للمسبب . ( أإله مع الله ) يقدر على مثل ذلك . ( تعالى الله عما يشركون ) تعالى الله القادر الخالق عن مشاركة العاجز المخلوق .