قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا
( قال فاذهب فإن لك في الحياة ) عقوبة على ما فعلت . ( أن تقول لا مساس ) خوفا من أن يمسك أحد فتأخذك الحمى ومن مسك فتتحامى الناس ويتحاموك وتكون طريدا وحيدا كالوحش النافر ، وقرئ «لا مساس » كفجار وهو علم للمسة . ( وإن لك موعدا ) في الآخرة . ( لن تخلفه ) لن يخلفكه الله وينجزه لك في الآخرة بعد ما عاقبك في الدنيا ، وقرأ والبصريان بكسر اللام أي لن تخلف الواعد إياه وسيأتيك لا محالة ، فحذف المفعول الأول لأن المقصود هو الموعد ويجوز أن يكون من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفا ، وقرئ بالنون على حكاية قول الله . ( ابن كثير وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا ) ظللت على عبادته مقيما فحذف اللام الأولى تخفيفا ، وقرئ بكسر الظاء على نقل حركة اللام إليها . ( لنحرقنه ) أي بالنار ويؤيده قراءة ( لنحرقنه ) ، أو بالمبرد على أنه مبالغة في حرق إذ برد بالمبرد ويعضده قراءة ( لنحرقنه ) . ( ثم لننسفنه ) ثم لنذرينه رمادا أو مبرودا وقرئ بضم السين . ( في اليم نسفا ) فلا يصادف منه شيء والمقصود من ذلك زيادة عقوبته وإظهار غباوة المفتتنين به لمن له أدنى نظر .