اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ) أمر به أولا موسى عليه الصلاة والسلام وحده وها هنا إياه وأخاه فلا تكرير .
قيل أوحى إلى هارون أن يتلقى موسى ، وقيل سمع بمقبله فاستقبله .
( فقولا له قولا لينا ) مثل ( هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ) فإنه دعوة في صورة عرض ومشورة حذرا أن تحمله الحماقة على أن يسطو عليكما ، أو احتراما لما له من حق التربية عليك . وقيل كنياه وكان له ثلاث كنى : أبو العباس وأبو الوليد وأبو مرة . وقيل عداه شبابا لا يهرم بعده وملكا لا يزول إلا بالموت . ( لعله يتذكر أو يخشى ) متعلق بـ ( اذهبا ) أو «قولا » أي : باشرا الأمر على رجائكما . وطمعكما أنه يثمر ولا يخيب سعيكما ، فإن الراجي مجتهد والآيس متكلف ، والفائدة في إرسالهما والمبالغة عليهما في الاجتهاد مع علمه بأنه لا يؤمن إلزام الحجة وقطع المعذرة وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات والتذكر للمتحقق والخشية للمتوهم ، ولذلك قدم الأول أي إن لم يتحقق صدقكما ولم يتذكر فلا أقل من أن يتوهمه فيخشى .