قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا
( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ) ولم يباشرني رجل بالحلال ، فإن هذه الكنايات إنما تطلق فيه ، أما الزنا فإنما يقال فيه خبث بها وفجر ونحو ذلك ويعضده عطف قوله : ( ولم أك بغيا ) عليه وهو فعول من البغي قلبت واوه ياء وأدغمت ثم كسرت الغين إتباعا ولذلك لم تلحقه التاء ، أو فعيل بمعنى فاعل ولم تلحقه التاء لأنه للمبالغة ، أو للنسب كطالق .
( قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله ) أي ونفعل ذلك لنجعله آية أو لنبين به قدرتنا ولنجعله ، وقيل عطف على ليهب على طريقة الالتفات . ( آية للناس ) علامة لهم وبرهانا على كمال قدرتنا . ( ورحمة منا ) على العباد يهتدون بإرشاده . ( وكان أمرا مقضيا ) أي تعلق به قضاء الله في الأزل ، أو قدر وسطر في اللوح أو كان أمرا حقيقا بأن يقضى ويفعل لكونه آية ورحمة .