وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا
( وإني خفت الموالي ) يعني بني عمه وكانوا أشرار بني إسرائيل ، فخاف أن لا يحسنوا خلافته على أمته [ ص: 6 ]
ويبدلوا عليهم دينهم . ( من ورائي ) بعد موتي ، وعن بالمد والقصر بفتح الياء وهو متعلق بمحذوف ، أو بمعنى الموالى أي خفت فعل الموالي من ورائي ، أو الذين يلون الأمر من ورائي . وقرئ «خفت الوالي من ورائي » أي قلوا وعجزوا عن إقامة الدين بعدي ، أو خفوا ودرجوا قدامي ، فعلى هذا كان الظرف متعلقا بـ ( ابن كثير خفت ) . ( وكانت امرأتي عاقرا ) لا تلد . ( فهب لي من لدنك ) فإن مثله لا يرجى إلا من فضلك وكمال قدرتك ، فإني وامرأتي لا نصلح للولادة . ( وليا ) من صلبي .
( يرثني ويرث من آل يعقوب ) صفتان له وجزمهما أبو عمرو على أنهما جواب الدعاء ، والمراد وراثة الشرع والعلم فإن الأنبياء لا يورثون المال . وقيل يرثني الحبورة فإنه كان حبرا ، ويرث من آل والكسائي يعقوب الملك ، وهو يعقوب بن إسحاق عليهما الصلاة والسلام . وقيل يعقوب كان أخا زكريا أو عمران بن ماثان من نسل سليمان عليه السلام . وقرئ «يرثني وارث آل يعقوب » على الحال من أحد الضميرين ، و «أويرث » بالتصغير لصغره ، و «وارث من آل يعقوب » على أنه فاعل ( يرثني ) وهذا يسمى التجريد في علم البيان لأنه جرد عن المذكور أولا مع أنه المراد . ( واجعله رب رضيا ) ترضاه قولا وعملا .