[ ص: 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم سورة الحجر
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير رضي الله تعالى عنهم أنها نزلت
بمكة وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وفي مجمع البيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنها مكية إلا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم وقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=90كما أنزلنا على المقتسمين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=91الذين جعلوا القرآن عضين ، وذكر
الجلال السيوطي في الإتقان عن بعضهم استثناء الآية الأولى فقط ثم قال قلت: وينبغي استثناء قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=24ولقد علمنا المستقدمين الآية لما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره في سبب نزولها وإنها في صفوف الصلاة وعلى هذا فقول
أبي حيان، ومثله في تفسير
الخازن أنها مكية بلا خلاف الظاهر في عدم الاستثناء ظاهر في قلة التتبع، وهي تسع وتسعون آية، قال
الداني: وكذا
الطبرسي بالإجماع وتحتوي على ما قيل على خمس آيات نسختها آية السيف.
ووجه مناسبتها لما قبلها أنها مفتتحة بنحو ما افتتح به السورة السابقة ومشتملة أيضا على شرح أحوال الكفرة يوم القيامة وودادتهم لو كانوا مسلمين، وقد اشتملت الأولى على نحو ذلك، وأيضا ذكر في الأولى طرف من أحوال المجرمين في الآخرة، وذكر هنا طرف مما نال بعضا منهم في الدنيا، وأيضا قد ذكر سبحانه في كل مما يتعلق بأمر السماوات والأرض ما ذكر، وأيضا فعل سبحانه نحو ذلك فيما يتعلق
بإبراهيم عليه السلام، وأيضا في كل من تسلية نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم ما فيه إلى غير ذلك مما لا يحصى. بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28867_32450_34225_34237_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1الر قد تقدم الكلام فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1تلك اختار غير واحد أنه إشارة إلى السورة أي تلك السورة العظيمة الشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1آيات الكتاب الكامل الحقيق باختصاص اسم الكتاب به على الإطلاق كما يشعر به التعريف أي بعض منه مترجم مستقل باسم خاص فالمراد به جميع القرآن أو جميع المنزل إذ ذاك
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1وقرآن عظيم الشأن كما يشعر به التنكير
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1مبين مظهر في تضاعيفه من الحكم والأحكام أو لسبيل الرشد والغي أو فارق بين الحق والباطل والحلال والحرام أو ظاهر معانيه أو أمر إعجازه، فالمبين إما من المتعدي أو اللازم، وفي جمع وصفي الكتابية والقرآنية من تفخيم شأن القرآن ما فيه حيث أشير بالأول إلى اشتماله على صفات كمال جنس الكتب الإلهية فكأنه كلها، وبالثاني إلى كونه ممتازا عن غيره نسيج وحده بديعا في بابه خارجا عن دائرة البيان قرآنا غير ذي عوج. ونحو هذا فاتحة سورة النمل خلا أنه أخر هاهنا الوصف بالقرآنية عن الوصف بالكتابية لما أن الإشارة إلى امتيازه عن سائر الكتب بعد التنبيه على انطوائه على كمالات غيره منها أدخل في المدح لئلا يتوهم من أول الأمر أن امتيازه عن غيره لاستقلاله بأوصاف
[ ص: 3 ] خاصة به من غير اشتماله على نعوت كمال سائر الكتب الكريمة وعكس هناك نظرا إلى حال تقدم القرآنية على حال الكتابية قاله بعض المحققين.
وجوز أن يراد بالكتاب اللوح المحفوظ وذكر أن تقديمه هنا باعتبار الوجود وتأخيره هناك باعتبار تعلق علمنا لأنا إنما نعلم ثبوت ذلك من القرآن. وتعقب بأن إضافة الآيات إليه تعكر على ذلك إذ لا عهد باشتماله على الآيات.
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري جعل هنا الإشارة إلى ما تضمنته السورة والكتاب وما عطف عليه عبارة عن السورة. وذكر هناك أن الكتاب إما اللوح وإما السورة وإما القرآن فآثر هاهنا أحد الأوجه هناك.
قال في الكشف: لأن الكتاب المطلق على غير اللوح أظهر، والحمل على السورة أوجه مبالغة كما دل عليه أسلوب قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1والذي أنزل إليك من ربك الحق وليطابق المشار إليه فإنه إشارة إلى آيات السورة ثم قال: وإيثار الحمل على اتحاد المعطوف والمعطوف عليه في الصدق لأن الظاهر من إضافة الآيات ذلك.
ولما كان في التعريف نوع من الفخامة وفي التنكير نوع آخر وكان الغرض الجمع عرف الكتاب ونكر القرآن هاهنا وعكس في النمل وقدم المعرف في الموضعين لزيادة التنويه ولما عقبه سبحانه بالحديث عن الخصوص هنالك قدم كونه قرآنا لأنه أدل على خصوص المنزل على
محمد صلى الله تعالى عليه وسلم للإعجاز، وتعقب تفسير ذلك بالسورة دون جميع القرآن أو المنزل إذ ذاك بأنه غير متسارع إلى الفهم والمتسارع إليه عند الإطلاق ما ذكر وعليه يترتب فائدة وصف الآيات بنعت ما أضيفت إليه من نعوت الكمال لا على جعله عبارة عن السورة إذ هي في الاتصاف بذلك ليست بتلك المرتبة من الشهرة حتى يستغنى عن التصريح بالوصف على أنها عبارة عن جميع آياتها فلا بد من جعل تلك إشارة إلى كل واحدة منها، وفيه من التكلف ما لا يخفى. ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بعد أن فسر المتعاطفين بالسورة أشار إلى وجه التغاير بينهما بقوله كأنه قيل: الكتاب الجامع للكمال والغرابة في البيان ورمز إلى أنه لما جعل مستقلا في الكمال والغرابة قصد قصدهما فعطف أحدهما على الآخر فالغرض من ذكر الذات في الموضعين الوصفان، وهذه فائدة إيثار هذا الأسلوب، ومن هذا عده من عده من التجريد قاله في الكشف.
وقال
الطيبي بعد أن نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي توجيه التغاير بين المتعاطفين بأن الكتاب ما يكتب والقرآن ما يجمع بعضه إلى بعض، فإن قلت: رجع المآل إلى أن (الكتاب وقرآن) وصفان لموصوف واحد أقيما مقامه فما ذلك الموصوف وكيف تقديره؟ فإن قدرته معرفة رفعه ( وقرآن مبين ) وإن ذهبت إلى أنه نكرة أباه لفظ (الكتاب) قلت:
أقدره معرفة ( وقرآن مبين ) في تأويل المعرفة لأن معناه البالغ في الغرابة إلى حد الإعجاز فهو إذا محدود بل محصور إلى آخر ما قال، وهو كلام خال عن التحقيق كما لا يخفى على أربابه، وقيل: المراد بالكتاب التوراة والإنجيل وبالقرآن الكتاب المنزل على نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم، وأخرج ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، وأمر العطف على هذا ظاهر جدا إلا أن ذلك نفسه غير ظاهر، وفي المراد بالإشارة عليه خفاء أيضا.
وفي البحر أن الإشارة على هذا القول إلى آيات الكتاب وهو كما ترى
[ ص: 2 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الْحِجْرِ
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16414وَابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّهَا نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ ، وَفِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وَقَوْلَهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=90كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=91الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ، وَذَكَرَ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ فِي الْإِتْقَانِ عَنْ بَعْضِهِمُ اسْتِثْنَاءَ الْآيَةِ الْأُولَى فَقَطْ ثُمَّ قَالَ قُلْتُ: وَيَنْبَغِي اسْتِثْنَاءُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=24وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ الْآيَةَ لِمَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا وَإِنَّهَا فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُ
أَبِي حَيَّانَ، وَمِثْلُهُ فِي تَفْسِيرِ
الْخَازِنِ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ الظَّاهِرُ فِي عَدَمِ الِاسْتِثْنَاءِ ظَاهِرٌ فِي قِلَّةِ التَّتَبُّعِ، وَهِيَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ آيَةً، قَالَ
الدَّانِيُّ: وَكَذَا
الطَّبَرْسِيُّ بِالْإِجْمَاعِ وَتَحْتَوِي عَلَى مَا قِيلَ عَلَى خَمْسِ آيَاتٍ نَسَخَتْهَا آيَةُ السَّيْفِ.
وَوَجْهُ مُنَاسَبَتِهَا لِمَا قَبْلَهَا أَنَّهَا مُفْتَتِحَةٌ بِنَحْوِ مَا افْتَتَحَ بِهِ السُّورَةَ السَّابِقَةَ وَمُشْتَمِلَةٌ أَيْضًا عَلَى شَرْحِ أَحْوَالِ الْكَفَرَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوِدَادَتِهِمْ لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ، وَقَدِ اشْتَمَلَتِ الْأُولَى عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ، وَأَيْضًا ذُكِرَ فِي الْأُولَى طَرَفٌ مِنْ أَحْوَالِ الْمُجْرِمِينَ فِي الْآخِرَةِ، وَذُكِرَ هُنَا طَرَفٌ مِمَّا نَالَ بَعْضًا مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَأَيْضًا قَدْ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ فِي كُلٍّ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَا ذُكِرَ، وَأَيْضًا فَعَلَ سُبْحَانَهُ نَحْوَ ذَلِكَ فِيمَا يَتَعَلَّقُ
بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَيْضًا فِي كُلٍّ مِنْ تَسْلِيَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِيهِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحْصَى. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28867_32450_34225_34237_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1الر قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1تِلْكَ اخْتَارَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى السُّورَةِ أَيْ تِلْكَ السُّورَةِ الْعَظِيمَةِ الشَّأْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1آيَاتُ الْكِتَابِ الْكَامِلِ الْحَقِيقِ بِاخْتِصَاصِ اسْمِ الْكِتَابِ بِهِ عَلَى الْإِطْلَاقِ كَمَا يُشْعِرُ بِهِ التَّعْرِيفُ أَيْ بَعْضٌ مِنْهُ مُتَرْجَمٌ مُسْتَقِلٌّ بَاسِمٍ خَاصٍّ فَالْمُرَادُ بِهِ جَمِيعُ الْقُرْآنِ أَوْ جَمِيعُ الْمَنْزَلِ إِذْ ذَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1وَقُرْآنٍ عَظِيمِ الشَّأْنِ كَمَا يُشْعِرُ بِهِ التَّنْكِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=1مُبِينٍ مُظْهِرٍ فِي تَضَاعِيفِهِ مِنِ الْحِكَمِ وَالْأَحْكَامِ أَوْ لِسَبِيلِ الرُّشْدِ وَالْغَيِّ أَوْ فَارِقٍ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ أَوْ ظَاهِرٍ مَعَانِيهِ أَوْ أَمْرَ إِعْجَازِهِ، فَالْمُبِينُ إِمَّا مِنَ الْمُتَعَدِّي أَوِ اللَّازِمِ، وَفِي جَمْعِ وَصْفَيِ الْكِتَابِيَّةِ وَالْقُرْآنِيَّةِ مِنْ تَفْخِيمِ شَأْنِ الْقُرْآنِ مَا فِيهِ حَيْثُ أُشِيرَ بِالْأَوَّلِ إِلَى اشْتِمَالِهِ عَلَى صِفَاتِ كَمَالِ جِنْسِ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ فَكَأَنَّهُ كُلُّهَا، وَبِالثَّانِي إِلَى كَوْنِهِ مُمْتَازًا عَنْ غَيْرِهِ نَسِيجَ وَحْدَهُ بَدِيعًا فِي بَابِهِ خَارِجًا عَنْ دَائِرَةِ الْبَيَانِ قُرْآنًا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ. وَنَحْوُ هَذَا فَاتِحَةُ سُورَةِ النَّمْلِ خَلَا أَنَّهُ أَخَّرَ هَاهُنَا الْوَصْفَ بِالْقُرْآنِيَّةِ عَنِ الْوَصْفِ بِالْكِتَابِيَّةِ لِمَا أَنَّ الْإِشَارَةَ إِلَى امْتِيَازِهِ عَنْ سَائِرِ الْكُتُبِ بَعْدَ التَّنْبِيهِ عَلَى انْطِوَائِهِ عَلَى كِمَالَاتِ غَيْرِهِ مِنْهَا أُدْخِلَ فِي الْمَدْحِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ أَنَّ امْتِيَازَهُ عَنْ غَيْرِهِ لِاسْتِقْلَالِهِ بِأَوْصَافٍ
[ ص: 3 ] خَاصَّةٍ بِهِ مِنْ غَيْرِ اشْتِمَالِهِ عَلَى نُعُوتِ كَمَالِ سَائِرِ الْكُتُبِ الْكَرِيمَةِ وَعَكَسَ هُنَاكَ نَظَرًا إِلَى حَالِ تَقَدُّمِ الْقُرْآنِيَّةِ عَلَى حَالِ الْكِتَابِيَّةِ قَالَهُ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ.
وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِالْكِتَابِ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ وَذُكِرَ أَنَّ تَقْدِيمَهُ هُنَا بِاعْتِبَارِ الْوُجُودِ وَتَأْخِيرَهُ هُنَاكَ بِاعْتِبَارِ تَعَلُّقِ عِلْمِنَا لِأَنَّا إِنَّمَا نَعْلَمُ ثُبُوتَ ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ. وَتُعِقِّبَ بِأَنَّ إِضَافَةَ الْآيَاتِ إِلَيْهِ تَعَكُّرٌ عَلَى ذَلِكَ إِذْ لَا عَهْدَ بِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْآيَاتِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ جَعَلَ هُنَا الْإِشَارَةَ إِلَى مَا تَضَمَّنَتْهُ السُّورَةُ وَالْكِتَابُ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ عِبَارَةٌ عَنِ السُّورَةِ. وَذَكَرَ هُنَاكَ أَنَّ الْكِتَابَ إِمَّا اللَّوْحُ وَإِمَّا السُّورَةُ وَإِمَّا الْقُرْآنُ فَآثَرَ هَاهُنَا أَحَدَ الْأَوْجُهِ هُنَاكَ.
قَالَ فِي الْكَشْفِ: لِأَنَّ الْكِتَابَ الْمُطْلَقَ عَلَى غَيْرِ اللَّوْحِ أَظْهَرُ، وَالْحَمْلُ عَلَى السُّورَةِ أَوْجَهُ مُبَالَغَةٍ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ أُسْلُوبُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلْيُطَابَقِ الْمُشَارُ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى آيَاتِ السُّورَةِ ثُمَّ قَالَ: وَإِيثَارُ الْحَمْلِ عَلَى اتِّحَادِ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ فِي الصِّدْقِ لِأَنَّ الظَّاهِرَ مِنْ إِضَافَةِ الْآيَاتِ ذَلِكَ.
وَلَمَّا كَانَ فِي التَّعْرِيفِ نَوْعٌ مِنَ الْفَخَامَةِ وَفِي التَّنْكِيرِ نَوْعٌ آخَرُ وَكَانَ الْغَرَضُ الْجَمْعَ عَرَّفَ الْكِتَابَ وَنَكَّرَ الْقُرْآنَ هَاهُنَا وَعَكَسَ فِي النَّمْلِ وَقَدَّمَ الْمُعَرَّفَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِزِيَادَةِ التَّنْوِيهِ وَلِمَا عَقَّبَهُ سُبْحَانَهُ بِالْحَدِيثِ عَنِ الْخُصُوصِ هُنَالِكَ قُدِّمَ كَوْنُهُ قُرْآنًا لِأَنَّهُ أَدَلُّ عَلَى خُصُوصِ الْمُنَزَّلِ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْإِعْجَازِ، وَتُعِقِّبَ تَفْسِيرُ ذَلِكَ بِالسُّورَةِ دُونَ جَمِيعِ الْقُرْآنِ أَوِ الْمُنَزَّلِ إِذْ ذَاكَ بِأَنَّهُ غَيْرُ مُتَسَارَعٍ إِلَى الْفَهْمِ وَالْمُتَسَارَعُ إِلَيْهِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ مَا ذُكِرَ وَعَلَيْهِ يَتَرَتَّبُ فَائِدَةُ وَصْفِ الْآيَاتِ بِنَعْتِ مَا أُضِيفَتْ إِلَيْهِ مِنْ نُعُوتِ الْكَمَالِ لَا عَلَى جَعْلِهِ عِبَارَةً عَنِ السُّورَةِ إِذْ هِيَ فِي الِاتِّصَافِ بِذَلِكَ لَيْسَتْ بِتِلْكَ الْمَرْتَبَةِ مِنَ الشُّهْرَةِ حَتَّى يُسْتَغْنَى عَنِ التَّصْرِيحِ بِالْوَصْفِ عَلَى أَنَّهَا عِبَارَةٌ عَنْ جَمِيعِ آيَاتِهَا فَلَا بُدَّ مِنْ جَعْلِ تِلْكَ إِشَارَةً إِلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا، وَفِيهِ مِنِ التَّكَلُّفِ مَا لَا يَخْفَى. ثُمَّ إِنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيَّ بَعْدَ أَنْ فَسَّرَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ بِالسُّورَةِ أَشَارَ إِلَى وَجْهِ التَّغَايُرِ بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ قِيلَ: الْكِتَابُ الْجَامِعُ لِلْكَمَالِ وَالْغَرَابَةِ فِي الْبَيَانِ وَرَمَزَ إِلَى أَنَّهُ لَمَّا جُعِلَ مُسْتَقِلًّا فِي الْكَمَالِ وَالْغَرَابَةِ قُصِدَ قَصْدُهُمَا فَعُطِفَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ فَالْغَرَضُ مِنْ ذِكْرِ الذَّاتِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ الْوَصْفَانِ، وَهَذِهِ فَائِدَةُ إِيثَارِ هَذَا الْأُسْلُوبِ، وَمِنْ هَذَا عَدَّهُ مَنْ عَدِّهِ مِنَ التَّجْرِيدِ قَالَهُ فِي الْكَشْفِ.
وَقَالَ
الطَّيِّبِيُّ بَعْدَ أَنْ نَقَلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13890الْبَغَوِيِّ تَوْجِيهَ التَّغَايُرِ بَيْنَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ بِأَنَّ الْكِتَابَ مَا يُكْتَبُ وَالْقُرْآنَ مَا يُجْمَعُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، فَإِنْ قُلْتَ: رَجَعَ الْمَآلُ إِلَى أَنَّ (الْكِتَابَ وَقُرْآنٌ) وَصْفَانِ لِمَوْصُوفٍ وَاحِدٍ أُقِيمَا مَقَامَهُ فَمَا ذَلِكَ الْمَوْصُوفُ وَكَيْفَ تَقْدِيرُهُ؟ فَإِنْ قَدَّرْتَهُ مَعْرِفَةً رَفَعَهُ ( وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ) وَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى أَنَّهُ نَكِرَةٌ أَبَاهُ لَفْظُ (الْكِتَابِ) قُلْتُ:
أُقَدِّرُهُ مَعْرِفَةً ( وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ) فِي تَأْوِيلِ الْمَعْرِفَةِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ الْبَالِغُ فِي الْغَرَابَةِ إِلَى حَدِّ الْإِعْجَازِ فَهُوَ إِذًا مَحْدُودٌ بَلْ مَحْصُورٌ إِلَى آخِرِ مَا قَالَ، وَهُوَ كَلَامٌ خَالٍ عَنِ التَّحْقِيقِ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى أَرْبَابِهِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَبِالْقُرْآنِ الْكِتَابُ الْمُنَزَّلِ عَلَى نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ ، وَأَمْرُ الْعَطْفِ عَلَى هَذَا ظَاهِرٌ جِدًّا إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ نَفْسَهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ، وَفِي الْمُرَادِ بِالْإِشَارَةِ عَلَيْهِ خَفَاءٌ أَيْضًا.
وَفِي الْبَحْرِ أَنَّ الْإِشَارَةَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ إِلَى آيَاتِ الْكِتَابِ وَهُوَ كَمَا تَرَى