خلق الأرض قبل السماء قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم [ البقرة : 29 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم [ فصلت : 9 - 12 ] . فهذا يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=31756الأرض خلقت قبل السماء لأنها كالأساس للبناء كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين [ غافر : 64 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا . إلى أن قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا [ النبأ : 6 - 13 ] . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون [ الأنبياء : 30 ] . أي فصلنا ما بين السماء والأرض حتى هبت الرياح ، ونزلت الأمطار ، وجرت العيون والأنهار ، وانتعش الحيوان . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون [ الأنبياء : 32 ] . أي عما خلق فيها من الكواكب الثوابت والسيارات ، والنجوم الزاهرات ، والأجرام النيرات ، وما في ذلك من الدلالات على حكمة خالق الأرض والسماوات ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [ يوسف : 105 ، 106 ] . فأما قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم [ النازعات : 27 - 32 ] . فقد تمسك بعض الناس بهذه الآية على تقدم خلق السماء على خلق الأرض ، فخالفوا صريح الآيتين المتقدمتين ، ولم يفهموا هذه الآية الكريمة . فإن مقتضى هذه الآية أن دحي الأرض وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل بعد خلق السماء ، وقد كان ذلك مقدرا فيها بالقوة كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وبارك فيها وقدر فيها أقواتها [ فصلت : 10 ] . أي هيأ أماكن الزرع ومواضع العيون والأنهار ، ثم لما أكمل خلق صورة العالم السفلي والعلوي دحى الأرض ، فأخرج منها ما كان مودعا فيها فخرجت العيون ، وجرت الأنهار ، ونبت الزرع والثمار ; ولهذا فسر الدحى بإخراج الماء والمرعى منها وإرساء الجبال ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها . وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32والجبال أرساها . أي قررها في أماكنها التي وضعها فيها وثبتها وأكدها وأطدها . وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون [ الذاريات : 47 - 49 ] . بأيد أي بقوة ، وإنا لموسعون ; وذلك أن كل ما علا اتسع فكل سماء أعلى من التي تحتها فهي أوسع منها ; ولهذا كان الكرسي أعلى من السماوات ، وهو أوسع منهن كلهن . والعرش أعظم من ذلك كله بكثير . وقوله بعد هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48والأرض فرشناها . أي بسطناها وجعلناها مهدا أي قارة ساكنة غير مضطربة ولا مائدة بكم ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48فنعم الماهدون . والواو لا تقتضي الترتيب في الوقوع ، وإنما يقتضي الإخبار المطلق في اللغة ، والله أعلم .
وقال البخاري : بسنده عن عمران بن حصين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509468دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعقلت ناقتي بالباب ، فأتاه ناس من بني تميم ، فقال : " اقبلوا البشرى يا بني تميم " قالوا : قد بشرتنا فأعطنا مرتين ، ثم دخل عليه ناس من اليمن فقال : " اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم " قالوا : قد قبلنا يا رسول الله ، قالوا : جئناك نسألك عن هذا الأمر قال : " كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السماوات والأرض " فنادى مناد : ذهبت ناقتك يا ابن الحصين . فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب ، فوالله لوددت أني كنت تركتها . هكذا رواه هاهنا ، وقد رواه في كتاب المغازي وكتاب التوحيد ، وفي بعض ألفاظه ثم خلق السماوات والأرض . وهو لفظ النسائي أيضا .
وقال الإمام أحمد بن حنبل : بسنده عن أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509469أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق الجبال فيها يوم الأحد ، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل . وقد رواه النسائي في التفسير ، بسنده عن أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509470أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال : يا أبا هريرة إن الله خلق السماوات والأرضين ، وما بينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش يوم السابع ، وخلق التربة يوم السبت . قلت: أما ما ورد في هذه الأخبار من أن الله تعالى خلق الأرض في يوم كذا ، فإنما هو مجاز ، وإلا فلم يكن ذلك الوقت أيام وليال ، لأن الأيام عبارة عما بين طلوع الشمس وغروبها ، والليالي عبارة عما بين غروبها وطلوعها ، ولم يكن ذلك الوقت سماء ، ولا شمس . وإنما المراد به أنه خلق كل شيء بمقدار يوم ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا
خَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ السَّمَاءِ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=29هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [ الْبَقَرَةِ : 29 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [ فُصِّلَتْ : 9 - 12 ] . فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31756الْأَرْضَ خُلِقَتْ قَبْلَ السَّمَاءِ لِأَنَّهَا كَالْأَسَاسِ لِلْبِنَاءِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [ غَافِرٍ : 64 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا . إِلَى أَنْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا [ النَّبَأِ : 6 - 13 ] . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 30 ] . أَيْ فَصَلْنَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى هَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَنَزَلَتِ الْأَمْطَارُ ، وَجَرَتِ الْعُيُونُ وَالْأَنْهَارُ ، وَانْتَعَشَ الْحَيَوَانُ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 32 ] . أَيْ عَمَّا خُلِقَ فِيهَا مِنَ الْكَوَاكِبِ الثَّوَابِتِ وَالسَّيَّارَاتِ ، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَاتِ ، وَالْأَجْرَامِ النَّيِّرَاتِ ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الدَّلَالَاتِ عَلَى حِكْمَةِ خَالِقِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=105وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [ يُوسُفَ : 105 ، 106 ] . فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [ النَّازِعَاتِ : 27 - 32 ] . فَقَدْ تَمَسَّكَ بَعْضُ النَّاسِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى تَقَدُّمِ خَلْقِ السَّمَاءِ عَلَى خَلْقِ الْأَرْضِ ، فَخَالَفُوا صَرِيحَ الْآيَتَيْنِ الْمُتَقَدِّمَتَيْنِ ، وَلَمْ يَفْهَمُوا هَذِهِ الْآيَةَ الْكَرِيمَةَ . فَإِنَّ مُقْتَضَى هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ دَحْيَ الْأَرْضِ وَإِخْرَاجَ الْمَاءِ وَالْمَرْعَى مِنْهَا بِالْفِعْلِ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ ، وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ مُقَدَّرًا فِيهَا بِالْقُوَّةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا [ فُصِّلَتْ : 10 ] . أَيْ هَيَّأَ أَمَاكِنَ الزَّرْعِ وَمَوَاضِعَ الْعُيُونِ وَالْأَنْهَارِ ، ثُمَّ لَمَّا أَكْمَلَ خَلْقَ صُورَةِ الْعَالَمِ السُّفْلِيِّ وَالْعُلْوِيِّ دَحَى الْأَرْضَ ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَا كَانَ مُودَعًا فِيهَا فَخَرَجَتِ الْعُيُونُ ، وَجَرَتِ الْأَنْهَارُ ، وَنَبَتَ الزَّرْعُ وَالثِّمَارُ ; وَلِهَذَا فَسَّرَ الدَّحْىَ بِإِخْرَاجِ الْمَاءِ وَالْمَرْعَى مِنْهَا وَإِرْسَاءِ الْجِبَالِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا . وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا . أَيْ قَرَّرَهَا فِي أَمَاكِنِهَا الَّتِي وَضَعَهَا فِيهَا وَثَبَّتَهَا وَأَكَّدَهَا وَأَطَّدَهَا . وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=47وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [ الذَّارِيَاتِ : 47 - 49 ] . بِأَيْدٍ أَيْ بِقُوَّةٍ ، وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ; وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَا عَلَا اتَّسَعَ فَكُلُّ سَمَاءٍ أَعْلَى مِنَ الَّتِي تَحْتَهَا فَهِيَ أَوْسَعُ مِنْهَا ; وَلِهَذَا كَانَ الْكُرْسِيُّ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ ، وَهُوَ أَوْسَعُ مِنْهُنَّ كُلُّهُنَّ . وَالْعَرْشُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بِكَثِيرٍ . وَقَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا . أَيْ بَسَطْنَاهَا وَجَعَلْنَاهَا مَهْدًا أَيْ قَارَّةً سَاكِنَةً غَيْرَ مُضْطَرِبَةٍ وَلَا مَائِدَةٍ بِكُمْ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ . وَالْوَاوُ لَا تَقْتَضِي التَّرْتِيبَ فِي الْوُقُوعِ ، وَإِنَّمَا يَقْتَضِي الْإِخْبَارَ الْمُطْلَقَ فِي اللُّغَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : بسنده عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509468دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مَنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ " قَالُوا : قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ : " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ " قَالُوا : قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالُوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ : " كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " فَنَادَى مُنَادٍ : ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ . فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا . هَكَذَا رَوَاهُ هَاهُنَا ، وَقَدْ رَوَاهُ فِي كِتَابِ الْمَغَازِي وَكِتَابِ التَّوْحِيدِ ، وَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ . وَهُوَ لَفْظُ النَّسَائِيِّ أَيْضًا .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509469أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ : خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ فِيهَا يَوْمَ الْأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ فِيهَا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ . وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ ، بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509470أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ ، وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ السَّابِعِ ، وَخَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ . قُلْتُ: أَمَّا مَا وَرَدَ فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمِ كَذَا ، فَإِنَّمَا هُوَ مَجَازٌ ، وَإِلَّا فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْوَقْتَ أَيَّامٌ وَلَيَالٍ ، لِأَنَّ الْأَيَّامَ عِبَارَةٌ عَمَّا بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا ، وَاللَّيَالِي عِبَارَةٌ عَمَّا بَيْنَ غُرُوبِهَا وَطُلُوعِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْوَقْتَ سَمَاءٌ ، وَلَا شَمْسٌ . وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِمِقْدَارِ يَوْمٍ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا