رابعا: الاعتناء بتطوير التدريس العالي:
يتركز كثير من النتاج التربوي المتصل بتدريس العلوم الشرعية ومناهجها في التعليم العام بمراحله، بينما يقل الإنتاج كثيرا فيما يتصل بالتعليم الجامعي والدراسات العليا.
ويشتكي صادقي من هـذا الأمر فيقول: "إذ تندر البحوث البيداغواجية في التعـليم الجـامعي اكتفاء بخبرة الأستاذ المعرفية، وتعويلا [ ص: 140 ] على التعلم الذاتي والتكوين المستقل للطالب، دونما حاجة إلى تخطيط وتقنين للعملية التعليمية - التعلمية؛ ولعمري إن هذا من الأخطاء القاتلة التي جنت على التدريس في الجامعة، وجعلته كثيرا ما يرتد إلى دركات الإسفاف ويخبط خبط عشواء.
نعم ، ثمة فوارق بين تعليم الصغار وتعليم الكبار، ولكن هذا لا يسوغ القول بعدم الحاجة إلى منهج تربوي في التعليم الجامعي، وإن الحاجة إليه متعلقة بالتعليم في المراحل المتقدمة على الجامعة؛ إذ ليس هنالك عمل ناجح من دون خطة مسبقة واضحة المراحل والخطوات، والاختلاف بين المنهجين إنما يكون في الخصائص والقضايا التفصيلية لا في ذات المنهج".
ورغم أهمية تطوير مناهج التعليم العام إلا أن التعليم العالي لا يقل أهمية وحاجة عنه، وكثير من دارسي العلوم الشرعية إنما يبدأ مسيرته العلمية من الجامعة، كما أن هدف التعليم الشرعي في مراحل التعليم إنما يركز في الأغلب على تعريف الطالب بأسس العلوم الشرعية التي يحتاجها في حياته؛ خلافا للتعليم الجامعي الذي يعنى بالتأسيس العلمي والمعرفي بشكل رئيس، وهذا سيؤثر بشكل واضح على أهداف المنهـج ومحتواه ونشاطات التعلم، مما يحد بشكل كبير من تعميم نتائج البحوث المتصلة بالتعليم العام على التعليم الجامعي. [ ص: 141 ]