( ولو لغير طبيب بلا شكوى ، بعد أن يحمد الله ) لحديث ( ويخبر المريض بما يجده ) من الوجع مرفوعا { ابن مسعود إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك } وكان أولا يحمد الله فقط فلما دخل عليه أحمد عبد الرحمن طبيب السنة وحدثه الحديث عن صار إذا سأله قال أحمد الله إليك أجد كذا أجد كذا بشر بن الحارث وكذا كل مبتلى ، للأمر به في قوله تعالى { ( ويستحب له ) أي المريض ( أن يصبر ) واصبر وما صبرك إلا بالله } وقوله { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } وقوله صلى الله عليه وسلم { } ( والصبر الجميل صبر بلا شكوى إلى المخلوق والشكوى إلى الخالق لا تنافيه ) أي الصبر ( بل ) هي ( مطلوبة ) هذا معنى كلام الشيخ والصبر ضياء تقي الدين واقتصر ابن الجوزي على قول : إن الصبر الجميل لا جزع فيه ولا شكوى إلى الناس وأجاب عن قول الزجاج يعقوب { يا أسفى على يوسف } بوجهين أحدهما أنه شكا إلى الله لا منه واختاره وهو من أصحابنا والثاني أنه أراد به الدعاء ; فالمعنى يا رب ارحم أسفي على يوسف . ابن الأنباري
ومن الشكوى إلى الله : قول أيوب { رب إني مسني [ ص: 80 ] الضر وأنت أرحم الراحمين } وقول يعقوب { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } قال : وكذلك من شكا إلى الناس ، وهو في شكواه راض بقضاء الله ، لم يكن ذلك جزعا ، ألم تسمع { سفيان بن عيينة لجبريل في مرضه أجدني مغموما ، وأجدني مكروبا } وقوله قول النبي صلى الله عليه وسلم " بل أنا وارأساه " ذكره لعائشة ابن الجوزي .