[ ص: 355 ] فصل : فإن . لم تطلق حتى تكلم زيدا في حال يكون فيه محمد مع خالد . وذكر قال : أنت طالق إن كلمت زيدا ، ومحمد مع خالد أنه يحنث بكلام زيد فقط ; لأن قوله : محمد مع خالد استئناف كلام ; بدليل أنه مرفوع . والصحيح ما قلنا ; لأنه متى أمكن جعل الكلام متصلا كان أولى من قطعه ، والرفع لا ينفي كونه حالا ، فإن الجملة من المبتدإ والخبر تكون حالا ، كقوله تعالى : { القاضي اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } . وقال : { إلا استمعوه وهم يلعبون } . { وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون } . وهذا كثير ، فلا يجوز قطعه عن الكلام الذي هو في سياقه مع إمكان وصله به ، ولو . لم تطلق حتى تكلم زيدا في حال كون محمد مع خالد ، فكذلك إذا تأخر قوله : محمد مع خالد . قال : إن كلمت زيدا ومحمد مع خالد فأنت طالق
ولو ، لم تطلق حتى تكلمه في حال غيبته . وكذلك لو قال : أنت طالق إن كلمت زيدا وأنت راكبة . أو وهو راكب . أو : ومحمد راكب . لم تطلق حتى تكلمه في تلك الحال . ولو قال : أنت طالق إن كلمت زيدا ومحمد أخوه مريض . لم تطلق حتى تكلمه وأخوه محمد مريض . قال : أنت طالق إن كلمت زيدا وأنا غائب