فصل
قوله : " وأما : فانبساط ببسط ظاهر : يتضمن قبضا خالصا ، للهداية إلى الحق ، والدعوة إليه ، يريد أن صاحب هذه الإشارة منبسط [ ص: 394 ] بسطا ظاهرا ، مع أن باطنه مجموع على الله ، وهو القبض الخالص الذي أشار إليه ، فهو في باطنه مقبوض ، لما هو فيه من جمعيته على الله ، وفي ظاهره مبسوط مع الخلق بسطا ظاهرا لقوته ، قصدا لهدايتهم إلى الحق سبحانه ، ودعوتهم إليه . تفريد الإشارة عن الحق
وحاصل الأمر : أنه مبسوط بظاهره لدعوة الخلق إلى الله ، ومقبوض بباطنه عما سوى الله ، فظاهره منبسط مع الخلق ، وباطنه منقبض عنهم ، لقوة تعلقه بالله واشتغاله به عنهم ، فهو كائن بائن ، داخل خارج ، متصل منفصل ، قال الله تعالى : وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه فأمره بتجريد الدعوة إليه ، وتجريد عبوديته وحده ، وهذان هما أصلا الدين ، وعليهما مداره ، وبالله التوفيق .