فصل منزلة الشكر
ومن منازل
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=19606_28972إياك نعبد وإياك نستعين nindex.php?page=treesubj&link=19606_19607منزلة الشكر
وهي من أعلى المنازل . وهي فوق منزلة الرضا وزيادة . فالرضا مندرج في الشكر . إذ يستحيل وجود الشكر بدونه .
وهو نصف الإيمان - كما تقدم -
nindex.php?page=treesubj&link=28650_30482_19571_19572_19606_19607والإيمان نصفان : نصف شكر . ونصف صبر .
وقد أمر الله به . ونهى عن ضده ، وأثنى على أهله . ووصف به خواص خلقه . وجعله غاية خلقه وأمره . ووعد أهله بأحسن جزائه . وجعله سببا للمزيد من فضله . وحارسا وحافظا لنعمته . وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته . واشتق لهم اسما من أسمائه . فإنه سبحانه هو الشكور وهو يوصل الشاكر إلى مشكوره بل يعيد الشاكر مشكورا . وهو غاية الرب من عبده . وأهله هم القليل من عباده . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=114واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=152واشكروا لي ولا تكفرون وقال عن خليله
إبراهيم صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=121شاكرا لأنعمه وقال عن
نوح عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=3إنه كان عبدا شكورا وقال تعالى :
[ ص: 233 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=78والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وسيجزي الله الشاكرين وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
وسمى نفسه شاكرا وشكورا وسمى الشاكرين بهذين الاسمين . فأعطاهم من وصفه . وسماهم باسمه . وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا .
وإعادته للشاكر مشكورا . كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=22إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ورضا الرب عن عبده به . كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7وإن تشكروا يرضه لكم وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه . كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وقليل من عبادي الشكور وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980444أنه قام حتى تورمت قدماه . فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=980445وقال لمعاذ والله يا معاذ ، إني لأحبك . فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك .
وفي المسند
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=980446كان يدعو بهؤلاء الكلمات : اللهم أعني ولا تعن علي . وانصرني ولا تنصر علي . وامكر لي ولا [ ص: 234 ] تمكر بي . واهدني ويسر الهدى لي . وانصرني على من بغى علي . رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا إليك أواها منيبا . رب تقبل توبتي . واغسل حوبتي . وأجب دعوتي . وثبت حجتي . واهد قلبي . وسدد لساني . واسلل سخيمة صدري .
فَصْلٌ مَنْزِلَةُ الشُّكْرِ
وَمِنْ مَنَازِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=19606_28972إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ nindex.php?page=treesubj&link=19606_19607مَنْزِلَةُ الشُّكْرِ
وَهِيَ مِنْ أَعْلَى الْمَنَازِلِ . وَهِيَ فَوْقَ مَنْزِلَةِ الرِّضَا وَزِيَادَةٌ . فَالرِّضَا مُنْدَرِجٌ فِي الشُّكْرِ . إِذْ يَسْتَحِيلُ وُجُودُ الشُّكْرِ بِدُونِهِ .
وَهُوَ نِصْفُ الْإِيمَانِ - كَمَا تَقَدَّمَ -
nindex.php?page=treesubj&link=28650_30482_19571_19572_19606_19607وَالْإِيمَانُ نِصْفَانِ : نِصْفٌ شُكْرٌ . وَنِصْفٌ صَبْرٌ .
وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ . وَنَهَى عَنْ ضِدِّهِ ، وَأَثْنَى عَلَى أَهْلِهِ . وَوَصَفَ بِهِ خَوَاصَّ خَلْقِهِ . وَجَعَلَهُ غَايَةَ خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ . وَوَعَدَ أَهْلَهُ بِأَحْسَنِ جَزَائِهِ . وَجَعَلَهُ سَبَبًا لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ . وَحَارِسًا وَحَافِظًا لِنِعْمَتِهِ . وَأَخْبَرَ أَنَّ أَهْلَهُ هُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِآيَاتِهِ . وَاشْتَقَّ لَهُمُ اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ . فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الشَّكُورُ وَهُوَ يُوَصِلُ الشَّاكِرَ إِلَى مَشْكُورِهِ بَلْ يُعِيدُ الشَّاكِرَ مَشْكُورًا . وَهُوَ غَايَةُ الرَّبِّ مِنْ عَبْدِهِ . وَأَهْلُهُ هُمُ الْقَلِيلُ مِنْ عِبَادِهِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=114وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=152وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ وَقَالَ عَنْ خَلِيلِهِ
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=121شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ وَقَالَ عَنْ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=3إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا وَقَالَ تَعَالَى :
[ ص: 233 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=78وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=17وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
وَسَمَّى نَفْسَهُ شَاكِرًا وَشَكُورًا وَسَمَّى الشَّاكِرِينَ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ . فَأَعْطَاهُمْ مِنْ وَصْفِهِ . وَسَمَّاهُمْ بِاسْمِهِ . وَحَسْبُكَ بِهَذَا مَحَبَّةً لِلشَّاكِرِينَ وَفَضْلًا .
وَإِعَادَتُهُ لِلشَّاكِرِ مَشْكُورًا . كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=22إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا وَرِضَا الرَّبِّ عَنْ عَبْدِهِ بِهِ . كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَقِلَّةُ أَهْلِهِ فِي الْعَالَمِينَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ هُمْ خَوَاصُّهُ . كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980444أَنَّهُ قَامَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ . فَقِيلَ لَهُ : تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=980445وَقَالَ لِمُعَاذٍ وَاللَّهِ يَا مُعَاذُ ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ . فَلَا تَنْسَ أَنْ تَقُولَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ .
وَفِي الْمُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=980446كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ . وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ . وَامَكْرُ لِي وَلَا [ ص: 234 ] تَمْكُرْ بِي . وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي . وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ . رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مُطَاوِعًا لَكَ مُخْبِتًا إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا . رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي . وَاغْسِلْ حَوْبَتِي . وَأَجِبْ دَعْوَتِي . وَثَبِّتْ حُجَّتِي . وَاهْدِ قَلْبِي . وَسَدِّدْ لِسَانِي . وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي .