الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
تنبيهات :

الأول : أول من تكلم في القدر معبد الجهني ، وكان أولا يجلس إلى الحسن البصري ، ثم سلك أهل البصرة بعده مسلكه ، لما رأوا عمرو بن عبيد ينتحله ، وقيل : بل أول من تكلم فيه معبد بن عبد الله بن عويمر . قاله السمعاني ، وبعض علماء الأشاعرة وغيرهم . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - روح الله روحه - في كتابه " شرح الإيمان " : أول من ابتدعه بالعراق رجل من أهل البصرة يقال له سيسويه من أبناء المجوس وتلقاه عنه معبد الجهني .

وقال العلامة الطوفي في شرح تائية شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - : كان أول من تكلم في القدر بالبصرة سوسن رجل من أبناء المجوس ، ثم معبد الجهني ، وأخذ غيلان عن معبد . ويقال : أول ما حدث - في الحجاز لما احترقت الكعبة ، فقال رجل : احترقت بقدر الله - تعالى ، فقال آخر : لم يقدر الله هذا .

ولم يكن على عهد الخلفاء الراشدين أحد ينكر القدر ، فلما ابتدع هؤلاء التكذيب بالقدر رد عليهم من بقي من الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله [ ص: 300 ] بن عباس ووائلة بن الأسقع - رضي الله عنهم ، وكان أكثره بالبصرة والشام ، وقليل منه بالحجاز . فأكثر كلام السلف في ذم هؤلاء القدرية ; ولهذا قال وكيع بن الجراح : القدرية يقولون : الأمر مستقبل ، وأن الله لم يقدر الكتابة والأعمال ، والمرجئة يقولون : القول يجزي عن العمل . والجهمية يقولون : المعرفة تجزي عن القول والعمل ، قال وكيع : هو كله الكفر .

قال شيخ الإسلام : ولكن لما اشتهر الكلام في القدر ، ودخل فيه كثير من أهل النظر ، والعبادة ، صار جمهور القدرية يقرون بتقدم العلم ، وإنما ينكرون عموم المشيئة ، والخلق . وعن عمرو بن عبيد في إنكار الكتاب المتقدم والسعادة - روايتان .

التالي السابق


الخدمات العلمية