تنبيهات :
الأول : أول من تكلم في القدر ، وكان أولا يجلس إلى معبد الجهني ، ثم سلك الحسن البصري أهل البصرة بعده مسلكه ، لما رأوا عمرو بن عبيد ينتحله ، وقيل : بل أول من تكلم فيه . قاله معبد بن عبد الله بن عويمر السمعاني ، وبعض علماء الأشاعرة وغيرهم . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - روح الله روحه - في كتابه " شرح الإيمان " : أول من ابتدعه بالعراق رجل من أهل البصرة يقال له سيسويه من أبناء المجوس وتلقاه عنه . معبد الجهني
وقال العلامة الطوفي في شرح تائية شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - : كان بالبصرة أول من تكلم في القدر سوسن رجل من أبناء المجوس ، ثم ، وأخذ معبد الجهني غيلان عن معبد . ويقال : أول ما حدث - في الحجاز لما احترقت الكعبة ، فقال رجل : احترقت بقدر الله - تعالى ، فقال آخر : لم يقدر الله هذا .
ولم يكن على عهد الخلفاء الراشدين أحد ينكر القدر ، فلما ابتدع هؤلاء التكذيب بالقدر رد عليهم من بقي من الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله [ ص: 300 ] بن عباس - رضي الله عنهم ، وكان أكثره ووائلة بن الأسقع بالبصرة والشام ، وقليل منه بالحجاز . فأكثر كلام السلف في ذم هؤلاء القدرية ; ولهذا قال : وكيع بن الجراح القدرية يقولون : الأمر مستقبل ، وأن الله لم يقدر الكتابة والأعمال ، والمرجئة يقولون : القول يجزي عن العمل . والجهمية يقولون : المعرفة تجزي عن القول والعمل ، قال : هو كله الكفر . وكيع
قال شيخ الإسلام : ولكن لما اشتهر الكلام في القدر ، ودخل فيه كثير من أهل النظر ، والعبادة ، صار جمهور القدرية يقرون بتقدم العلم ، وإنما ينكرون عموم المشيئة ، والخلق . وعن عمرو بن عبيد في إنكار الكتاب المتقدم والسعادة - روايتان .