49 - ( 313 ) : حدثنا ابن معمر ، قال : حدثنا عن روح ، سعيد ، عن قتادة ولقد رآه نزلة أخرى قال : (رأى نورا عظيما عند سدرة المنتهى) .
قال " فلو كان أبو بكر : سمع النبي - صلى الله عليه وسلم ينكر رؤية ربه جل وعلا بقلبه وعينه جميعا في قوله أبو ذر لما تأول الآية التي تلاها : قوله (نورا أنى أراه) ولقد رآه نزلة أخرى خلاف ما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذ العلم محيط أن النبي صلى الله عليه وسلم لا [ ص: 519 ] يقول خلاف الكتاب ، ولا يكون الكتاب خلاف (الثابت عنه وإنما يكون) خبر النبي - صلى الله عليه وسلم أبدا موافقا لكتاب الله ، لا مخالفا لشيء منه ، ولكن قد يكون لفظ الكتاب لفظا عاما ، مراده خاص ، وقد يكون خبر النبي - صلى الله عليه وسلم لفظه لفظ عام ، مراده خاص ، من الكتاب والسنة ، قد بينا جميعا من هذا الجنس في كتبنا المصنفة ما في بعضها الغنية والكفاية عن تكراره في هذا الموضع ، ولولا أن تأويل هذه الآية قد صح عندنا ، وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه على غير ما تأوله - رحمه الله ، فجاز أن يكون خبرا أبي ذر اللذان ذكرناهما من الجنس الذي يقال : جائز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم سأله أبو ذر في بعض الأوقات ، : هل رأى ربه جل وعلا (ولم يكن قد رآه بعد ، فأعلمه أنه لم يره ، ثم رأى ربه جل وعلا بعد ذلك) فتلا عليه الآية ، وأعلمه أنه رآه بقلبه ، ولكن قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن هذه الآية فأخبر أنه إنما رأى أبو ذر ، جبريل على صورته ، فثبت أن قوله : ولقد رآه نزلة أخرى : إنما هو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم جبريل ، لا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه - عز وجل - ، وجائز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه ، على ما أخبر رضي الله عنهما ، ومن قال : [ ص: 520 ] ممن حكينا قوله إن ابن عباس محمدا صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه لتأويل هذه الآية ولقد رآه نزلة أخرى ، وخبر عن أبي عمران الجوني ، شبيه المعنى بخبر أنس بن مالك (رأيت نورا) . أبي ذر :