45 - ( 309 ) : حدثنا أيضا ، قال : ثنا بندار عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا عن يزيد بن إبراهيم التستري ، عن قتادة ، عبد الله بن شقيق ، قال لو رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم لسألته : قال : وعن أى شيء كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله ، هل رأيت ربك ؟ قال : قد سألته ، فقال : (نورا أنى أراه) ، لأبي ذر ، قلت كذا قال لنا أنى [ ص: 514 ] أراه ، لا كما قال بندار فإن أبو موسى ، قال : إني أراه . أبا موسى
قال قوله أنى ، يحتمل معنيين ، أحدهما النفي ، والآخر الإثبات ، قال الله تعالى أبو بكر : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فمعنى (أنى) : أى : شئتم ، فيجوز أن يكون معنى خبر (أنى أراه) ، فمعنى أنى - في هذا الموضع : أى كيف شئتم ، وأين شئتم ، ويجوز أن يكون معنى خبر أبي ذر (أنى أراه) أى : أين أراه ، أو كيف أراه ، فهو نور ، كما رواه أبي ذر : عن أبيه ، خبر معاذ بن هشام ، (رأيت نورا) فعلى هذا اللفظ يكون معنى قوله : (أنى أراه) أى : أين أراه ؟ أو كيف أراه ؟ فإنما أرى نورا ، والعرب قد تقول أنى على معنى النفي ، كقوله - عز وجل - : أبي ذر : قالوا أنى يكون له الملك علينا . الآية .
[ ص: 515 ] يريدون : كيف يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ، فلو كان معنى قول من رواية أبي ذر (أنى أراه) ، أو ، (أنى أراه) على معنى نفي الرؤية ، فمعنى الخبر : أنه نفي رؤية الرب ، لأن يزيد بن إبراهيم التستري قد ثبت عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رأى ربه بقلبه " . أبا ذر
[ ص: 516 ]