قال فغلت أبو عبد الله : الخوارج ، والمعتزلة ، والرافضة في تأويل هذه الأخبار ، وكفرت بها المرجئة شكا منهم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو تكذيبا منهم لمن رواها من الأئمة الذين لا يجوز اتهامهم ، ولا الطعن عليهم ، جعلا منهم بما يجب عليهم ، وهكذا ودين الله موضوع فوق التقصير ، ودون الغلو ، فهو أن يكون المؤمن المذنب خائفا لما وعد الله من العقاب على المعاصي ، راجيا لما وعد ، يخاف أن يكون المعاصي التي ارتكبها قد أحبطت أعماله الحسنة ، فلا يتقبلها الله منه ، عقوبة له على ما ارتكب من معاصيه ، ونرجو أن يتفضل الله عليه بطوله ، فيعفو له عما أتى به من سيئة ، ويتقبل منه حسناته التي تقرب بها إليه ، فيدخله الجنة ، فلا يزال على ذلك حتى يلقى الله ، وهو بين رجاء وخوف . عامة أهل الأهواء والبدع ، إنما هم بين أمرين غلوا في دين الله ، وشدة ذهاب فيه ، حتى يمرقوا منه بمجاوزتهم الحدود التي حدها الله ، ورسوله ، أو إحفاء ، وجحودا به حتى يقصروا عن حدود الله التي حدها ،