[ 9252 ] أخبرنا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب ، حدثنا يحيى بن بكير ، عن شعبة ، قال : ثابت أنسا وهو يقول لبعض أهله : أتعرفي فلانة ؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها وهي عند قبر تبكي ، فقال لها : "اتقي الله ، واصبري " فقالت : إليك عني فإنك لا تبالي بمصيبتي ، فقيل لها : إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذها مثل الموت فانتهت إلى بابه ، فلم تجد بوابين ، فدخلت عليه ، فقالت : يا رسول الله ، إني لم أعرفك فقال لها : "الصبر في - أو - عند أول الصدمة " . سمعت
[ ص: 185 ] أخرجاه من حديث وقال شعبة ، غندر عن شعبة : " . "الصبر عند الصدمة الأولى
قال رحمه الله : قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( الحليمي فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) وقال : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) .
فأمر أن يصبر على أذى قومه ، كما صبر إخوانه من النبيين الذين تقدموه وكانوا أولي حد في أمر الله ، وتوطين القلب على احتمال ما يستقبلهم من قومهم ، وأن لا يستعجل بما لهم عند الله من الجزاء بكفرهم وشقاقهم وإيذائهم إياه .