[ 365 ] أخبرنا ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، قال : قال حجاج بن محمد : أخبرني ابن جريج أنه سمع أبو الزبير ، يقول : جابر بن عبد الله ، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند أم مبشر : " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها " . قالت : بلى يا رسول الله ، فانتهرها فقالت حفصة : ( حفصة وإن منكم إلا واردها ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فقد قال الله عز وجل : ( ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا ) . أخبرتني
رواه في الصحيح ، عن مسلم ، عن هارون بن عبد الله حجاج بن محمد .
قال رحمه الله : " وهذا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما نفى عن أصحاب [ ص: 574 ] الشجرة دخول النار دخول البقاء فيها ، أو دخولا يمسهم منها أذى لا أصل الدخول ألا تراه احتج بقوله : ( البيهقي ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا ) .
وقد يكون المحفوظ في الحديث الأول رواية فيكون ذلك ولوجا من غير مس نار ، وإصابة أذى " كما روينا عن سفيان بن عيينة وهو من أكابر التابعين أنه قال : خالد بن معدان " إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا : يا رب ألم تعدنا أن نرد النار ؟ قال : بلى مررتم بها وهي خامدة " .
وروينا عن أنه قال : " يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ بردا وسلاما كما جعلها على مقاتل بن سليمان إبراهيم عليه السلام " .