[ 239 ] قال : وقال سهل : والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أفعاله ، وفتح له سبيل الفضل والأفضال ، ورؤية منة الله عليه في جميع الأفعال ، والشقي من زين في عينه أفعاله وأقواله فافتخر بها وادعاها لنفسه فسوف تهلكه يوما ، إن لم تهلكه في الوقت ألا ترى الله عز وجل كيف حكى عن قارون قوله : ( " ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح ، ولا ادعى لنفسه حالا فتم له ، إنما أوتيته على علم عندي ) .
نسي الفضل وادعى لنفسه فضلا ، فخسف الله به ظاهرا ، وكم قد خسف بالأشرار وأصحابها لا يشعرون بذلك ، وخسف الأشرار هو منع العصمة ، والرد إلى الحول والقوة ، وإطلاق اللسان بالدعاوي العريضة ، والعمى عن رؤية الفضل ، والقعود عن القيام بالشكر على ما أولى وأعطى ، حينئذ يكون وقت الزوال " .