[ 155 ] أخبرنا ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي ، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، عن أبيه ، حدثنا ، عن ابن أبي ليلى مقسم ، عن قال : ابن عباس جبريل عليه السلام يناجيه ، إذ انشق أفق السماء فأقبل جبريل يتضاءل ، ويدخل بعضه في بعض ، ويدنو من الأرض ، فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ، ويخيرك بين أن تكون نبيا ملكا ، وبين أن تكون نبيا عبدا " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأشار [ ص: 316 ] جبريل إلي بيده أن تواضع فعرفت أنه ناصح ، فقلت : عبدا نبيا " ، فعرج ذلك الملك إلى السماء ، فقلت : " يا جبريل ، قد كنت أردت أن أسألك عن هذا ، فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة ، فمن هذا يا جبريل ؟ .
قال : هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافنا قدميه لا يرفع طرفه ، بينه وبين الرب سبعون نورا ، ما منها نور يدنو منه إلا احترق بين يديه اللوح المحفوظ ، فإذا أذن الله في شيء من السماء ، أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح يضرب جبينه ، فينظر فيه فإن كان من عملي أمرني به ، وإن كان من عمل ميكائيل أمره بعمله ، وإن كان من عمل ملك الموت أمره به فقلت : " يا جبريل ، على أي شيء أنت ؟ .
قال : على الرياح والجنود . قلت : " على أي شيء ميكائيل ؟ .
قال : على النبات والقطر . قلت : " على أي شيء ملك الموت ؟ .
قال : على قبض الأنفس ، وما ظننت أنه هبط إلا بقيام الساعة ، وما ذاك الذي رأيت مني إلا خوفا من قيام الساعة .
قوله : بينه وبين الرب سبعون نورا : يحتمل أن يريد بينه ، وبين عرش الرب " " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه .