الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

الجامع لشعب الإيمان

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة

جزء

[ 1435 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن [ ص: 106 ] السماك ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ، حدثنا سعيد بن عامر ، قال : [ ص: 107 ] حدثنا شعبة ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنده أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير فسلمت وقعدت ، قال : فجاءت الأعراب ، وقالوا : يا رسول الله ، علينا حرج في كذا أشياء ، لا بأس بها ؟ قال : " عباد الله ، وضع الله الحرج إلا امرءا اقترض امرأ مسلما ظلما ، فذلك الذي حرج وأهلك " .

قالوا : يا رسول الله ، ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : " خلق حسن " .

قالوا : يا رسول الله ، نتداوى ؟ قال : " تداووا ، فإن الله لم يضع داء في الأرض إلا وضع له دواء إلا الهرم " .

قال : فكان هذا الشيخ يقول : هل تعلمون لي من دواء ؟

قال : " ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقام الناس فجعلوا يقبلون يده ، فأخذتها فوضعتها على وجهي ، فإذا هي أطيب من المسك ، وأبيض من الثلج . [ ص: 108 ]

[ 1435 ] أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ ص: 106 ] السَّمَّاكِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : [ ص: 107 ] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ وَقَعَدَتْ ، قَالَ : فَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا أَشْيَاءَ ، لَا بَأْسَ بِهَا ؟ قَالَ : " عِبَادَ اللَّهِ ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَءًا اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِمًا ظُلْمًا ، فَذَلِكَ الَّذِي حُرِجَ وَأَهْلَكَ " .

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ ؟ قَالَ : " خُلُقٌ حُسْنٌ " .

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَتَدَاوَى ؟ قَالَ : " تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلَّا الْهَرَمَ " .

قَالَ : فَكَانَ هَذَا الشَّيْخُ يَقُولُ : هَلْ تَعْلَمُونَ لِي مِنْ دَوَاءٍ ؟

قَالَ : " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَ يَدَهُ ، فَأَخَذْتُهَا فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي ، فَإِذَا هِيَ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ ، وَأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ . [ ص: 108 ]

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث